الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية العبادية @ 12ـ التوبة في رمضان


معلومات
تاريخ الإضافة: 12/9/1427
عدد القراء: 1403
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·          لقد جُبلت النفس على الحزن والألم حين تودِّع عزيزاً ، عليها أو حبيباً لها.

·          ولقد استقر بالشرع والعقل: أن لكلِّ بداية نهاية, وأنَّ لكلِّ مخلوق خاتمة, ولن يبقى إلا وجه الله الكريم.

·    لقد استقبل المسلمون شهر رمضان بالفرح والتهنئة, ولم يلبثوا طويلاً حتى ختموه, وانقضت أيامه سريعة متتابعة .

·          لقد غادر الشهر إلى ربِّه, ولن يعود رمضان هذا العام إلى يوم القيامة, حين يلقى العبد عمله من خير أو شر.

·    لقد فرح المسلم الصائم بفطره حين أفطر, وهو ينتظر وعد الله بالفرحة الكبرى بالصيام حين يلقى ربه عز وجل.

·          لقد أوشك الصائم أن يُلقي عناء الدنيا خلفه ليزدحم مع الصائمين والصائمات على باب الريان.

·    لقد أمره ربُّهُ بالصيام فصام, وحثَّهُ الرسول صلى الله عليه وسلم على القيام فقام, حفظ صيامه من اللغو والرفث, والفحش والباطل فهنيئاً له الأجر والثواب والقبول عند الله تعالى .

·          لقد استجاب الصائم الصالح لداعي الخير حين ناداه : يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر.

·    لقد أيقن أن رمضان شهرُ غنيمة وتجارةٍ رابحة, فشمَّر عن ساعد الجد, وشدَّ المئزر, وأقبل على الطاعة ينهل منها .

·          لقد عزم بصدق على التوبة النصوح, حين علم أن رمضان أرجى الأيام لقبول التوبة ، وحصول المغفرة.

·          لقد كان بينه وبين الناس حقوقٌ ومظالم فأدَّاها, وبينه وبين الله أشياءُ وذنوبٌ فتاب منها.

·          إنه ينتظر يوم الجائزة في نهار العيد, حين يُقال: امضوا مغفوراً لكم.

·    أيها المسلمون : شخص أسرف على نفسه بالمعاصي والمنكرات, فلا صلاة ولا صيام, ولا عمرة ولا قيام ، حتى إذا كانت آخر ليلة من رمضان : تاب فقبله الله.

·    ما الذي يحول بينه وبين رحمة الله, من هذا الذي يستطيع أن يمنع رحمة الله أن تنزل على عبد مسرف على نفسه ؟

·    لقد كان هذا الشخص المسرف على نفسه على موعد مع آخر ليلة من رمضان ، التي يُعتق الله فيها من النار بقدر ما أعتق طوال الشهر.

·          ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (.

·    ) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (.

·          ) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (.

·          يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: » لو أخطأتم حتى تبلغ السماء ثم تبتم : لتاب الله عليكم «.

·          ويقول أيضاً: » كلُّ ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون«.

·          ويقول أيضاً : »التائب من الذنب كمن لا ذنب له «.

·          ويقول أيضاً: » من تاب قَبْل أن تطلع الشمس من مغربها : تاب الله عليه «.

·    ويقول أيضاً: » إن من قِبَلِ المغرب لباباً مسيرة عرضه أربعون عاماً أو سبعون سنة، فتحه الله عز وجل للتوبة يوم خلق السماوات والأرض، فلا يُغلقه حتى تطلع الشمس منه «.

·    فاجتهدوا أيها المسلمون في التوبة, واحرصوا عليها, فإن رحمة الله واسعة, والشقيُّ من لم تنله رحمة الله الواسعة.

^   ^   ^

·    أيها المسلمون : إن المشكلة لا تكمن في صدور المعصية عن المسلم ، ووقوع الخطأ منه ، وإنما تكمن في الإصرار على المعاصي والأخطاء ، وتشرُّب القلب لها.

·    وإن الإنسان ليتعجَّب من أناس لم تعد المعصية خطأً يقعون فيه ثم يُقلعون ويتوبون , وإنما أصبحت المعصية جزءاً أصيلاً في حياتهم، يُصبحون عليها ، ويُمسون عليها.

·    فكم من أناس لا يُقلعون عن ظلم الناس واضطهادهم في رمضان وفي غير رمضان، لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة.

·    وكم من أناس لا يتورَّعون عن أكل الحرام من السرقة والربا والرشوة والاختلاس ونحوها من القبائح ،  فلا يعني لهم رمضان شيئاً.

·    وكم من أناس ربطوا أرزاقهم بالملاهي والطرب ودور الدعارة والمراقص, يقدِّمون الحرام في رمضان لا يستحيون من الله ، ولا من عباد الله .

·    وأما وسائل الإعلام فقد عزم القائمون عليها أن يُزيلوا أثر شهر رمضان من نفوس الصائمين أولاً بأول, حتى إنهم من قلَّة حيائهم يُعلنون عن برامجهم القبيحة في رمضان تحت عنوان: » الشاشة الأفضل للشهر الفضيل «.

·    ولئن كان هؤلاء قد عزموا على الباطل وتشربوا بالفساد: فأين الصائمون الذين عزموا على الحق, ورفضوا الباطل.

·    ألا يستحيي الصائم القائم أن يعكُف على برامج تلفزيونية وفضائية، أقلُّ ما يُقال فيها أنها تافهة ، فكيف بما هو منكر من القول والفعل ، في صور من الفساد الخُلُقي والسلوكي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

·    اللهم كما بلغتنا صيام رمضان وقيامه فأسعدنا بالقبول يا ربَّ العالمين, اللهم تسلم منا شهر رمضان صالحاً خالصاً لوجهك الكريم.