الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الدعوية @ 5 – أين عقلاء الغرب من سفهائهم ؟
- أيها المسلمون : في خضم الصراعات العنيفة والدامية في هذا العالم ، والحروب الطاحنة ، والمكائد الدولية، والنزاعات السياسية.
- فأينما اتجهت في هذا العالم البائس وجدت الصراعات ، والأزمات ، والحروب، والمجاعات، لا شيء يُسعد في هذا العالم.
- كلُّ شيء في هذا العالم يسير في غير الاتجاه الصحيح، ظلم واضطهاد وحرمان وبؤس، وطالب الحق لا يكاد يجده اليوم.
- وإن العاقل ليتساءل : أين عقلاء العالم ؟ أليس في هذا العالم عقلاء ، يقفون في وجه هذا الباطل المستحكم المستشري؟
- أليس في هذا العالم أشراف يقولون كلمة الحق في وجه الباطل المسيطر على العالم ؟
- إن أصوات الشرفاء العقلاء في هذا العالم ضعيفة ، لقد أغلقت دونهم المنابر الإعلامية، فليس لهم سوى مذكرات يُسجلونها ، ثم تبقى بعد ذلك حبيسة مكاتبهم.
- لقد ضمَّ هذا العالم المعاصر جمعاً من النبلاء العقلاء الذين يعرفون الحق ، ويقولون به، ولكن قد ضيَّق عليهم أهل الباطل، فلا تُسمع أصواتهم الخافتة.
- لقد عمل اليهود منذ زمن بعيد للسيطرة على النصارى رغم ما كان بينهم من التنافر والعداء ، حتى تمكَّنوا – في نهاية المطاف - من رقابهم ، ولاسيما في هذا العصر.
- واستطاع اليهود إقناع النصارى بعداوة الإسلام والمسلمين ، وأنه العدو المشترك الذي لا بد من حربه وإبادته.
- وانبرى أغبياء النصارى منذ زمن وحتى اليوم يعادون الإسلام والمسلمين ، ولا يستوعبون أنهم أدوات لخدمة اليهود.
- وها هي الصهيونية العالمية تجنِّد قواها السياسية والعسكرية لشن هجماتها على بلاد المسلمين لخدمة شرذمة من اليهود.
- وقد تنوعت هجماتهم فمنها ما هو سياسي ، ومنها ما هو عسكري ، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو فكري ثقافي.
- ثم تتوَّجت آخر هجماتهم بتدنيس القرآن الكريم وإهانته ، وثبوت ذلك رسمياً، مع الإصرار على عدم الاعتذار للمسلمين.
- إن جمعاً كبيراً من المفكرين الغربيين ، ومن عقلائهم النبلاء: لا يرضون بمثل هذا من سفهائهم، ولكن من يسمع أصواتهم ، ومن يلتفت إلى أقوالهم ؟
- لقد درس جمع كبير من الباحثين والمستشرقين الغربيين القرآن الكريم، ووقفوا على كثير من حقائقه وعجائبه.
- ولئن كان بعض الباحثين الغربيين قد كتم الحق ، فإن جمعاً منهم قد صرَّح بالحق ، وأعلن علو القرآن وسلامته وكماله.
- فهذا العالم الفرنسي المعاصر الطبيب موريس بوكاي ، الذي درس التوراة والإنجيل والقرآن ، في ضوء معطيات العلم الحديث.
- وخلص من بحثه الطويل ليقول : «القرآن لا يحوي أيَّةَ مقولةٍ قابلةٍ للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث».
- ويقول العسكري الفرنسي الباحث دي كاستري : « لو لم يكن في القرآن غير بهاء معانيه، وجمال مبانيه: لكفى بذلك أن يستولي على الأفكار، ويأخذ بمجامع القلوب ».
- ويقول المستشرق الفرنسي بلاشير بعد دراسة طويلة للعربية والقرآن : « إن القرآن ليس معجزةً بمحتواه وتعاليمه فقط، إنه أيضاً وقبل كلِّ شيء تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما قرأته الإنسانية ، وبجَّلته من التحف ».
- وتقول لورا فاغليري الباحثة الإيطالية المعاصرة : « لا يزال لدينا برهان على مصدر القرآن الإلهي، وهو أن نصَّه ظلَّ صافياً غير محرَّف طوال القرون، ما بين تنزيله حتى اليوم، وأن نصَّه سوف يظل على حاله في الصفاء وعدم التحريف بإذن الله ما دام الكون ».
- ويقول المؤرخ ول ديورانت : « القرآن يبعث في النفوس أسهل العقائد، وأقلَّها غموضاً، وأبعدها عن التعقيد ، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية، وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وأوجد بينهم درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات ، لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض ».
- ويقول المفكر والقانوني الفرنسي المعاصر مارسيل بوازار : « إن القرآن لم يُوضع لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية، إنه على العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية ، والحاجات الاجتماعية في كلِّ الأزمنة».
- أيها المسلمون : أين هؤلاء العقلاء النبلاء من سفهاء السياسة الغربية اليوم؟
- أما كان لأمثال هؤلاء مكان بين أوباش النصارى المتنفِّذين في السياسة الأوروبية والأمريكية؟
- اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار يا رب العالمين.
* * *
- أيها الإخوة : ولئن كان هؤلاء العقلاء قد أسرهم القرآن بجماله وكماله، ومع ذلك لم يسلموا، فإن من الباحثين الغربيين من أسلم متأثراً بالقرآن.
- فهذا الكاتب الإنجليزي وليم بيكارد ، الذي أعلن إسلامه عام 1922م يقول: «ابتعت نسختي من ترجمة معاني القرآن بالفرنسية ، وهي أغلى ما أملك، فلقيت من مطالعتها أعظم متعة ، حتى غدت وكأنها شعاع الحقيقة الخالد قد أشرق عليَّ بنوره المبارك».
- وهذا الطبيب الفرنسـي علي سليمان بنوا ، الذي أسلم عام 1953م يقول: « إنني الآن سعيد جداً بديني الجديد، وإنني أعلن مرة أخرى : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».
- وهذا المنصِّر العربي إبراهيم خليل أحمد ، الذي عمل في إحدى الدول العربية لحساب الإرسالية الألمانية لتنصير المسلمين.
- وبعد اطِّلاع ودراسة أعلن إسلامه عام 1959م ، وقال عن القرآن: «للمسلم أن يعتزَّ بقرآنه ، فهو كالماء في الحياة لكل من نهل منه».
- وهذه الصحفية الأمريكية ديبورا بوتر ، التي اعتنقت الإسلام عام 1980م، بعد دراسة واطلاع تقول عن القرآن: « عندما أكملت قراءة القرآن الكريم: غمرني شعور بأن هذا هو الحق، الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها، إنه يقدِّم لنا الأحداث بطريقة منطقية، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع، وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة ».
- وهذه عائشة برجت هوني البريطانية، تقول عن سبب إسلامها وتأثرها بالقرآن : « لن أستطيع مهما حاولت أن أصف الأثر الذي تركه القرآن في قلبي، فلم أكد أنتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن حتى وجدتني ساجدةً لخالق هذا الكون، فكانت هذه أول صلاة لي في الإسلام ».
- وهذا فنساي مونتاي الباحث والرحالة الفرنسي، الذي أسره القرآن فأسلم عام 1977م يقول : «إني لا أشك لحظة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بُعث للناس كافة، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل، وأحسن دليل على ذلك هو القرآن المعجزة».
- أيها المسلمون : أين هؤلاء العقلاء النبلاء من أوباش ساسة الغرب اليوم، الذين ضلَّلهم اليهود بمكرهم وخداعهم.
- يقول الأديب الألماني غوتة بعد أن درس الإسلام وأعجب به : «إذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون جميعاً مسلمين؟!»
- نعم لماذا لا يكونون جميعاً مسلمين ؟! لأن واقع المسلمين يصدُّ عن سبيل الله، ويزيد الضالين ضلالاً.
- إن المشكلة لا تكمن في هؤلاء الغربيين الضالين ، بقدر ما تكمن فينا نحن المسلمين ، حين لم نتمثل الإسلام بصورة صحيحة.