الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ @ 2– ضوابط تشغيل النساء


معلومات
تاريخ الإضافة: 16/8/1429
عدد القراء: 2355
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

- أيها المسلمون : تختلط المفاهيم والتصورات وتتداخل في زمن انفتح فيه العالم بعضه على بعض، واختلطت فيه الثقافات ، وتنوَّعت فيه المشارب.

- ولم يعد لكثير من المسلمين تلك الحاسِّية الانتقائية بين ما يناسبهم وما لا يناسبهم ، من الثقافات والأفكار المعروضة.

- فإذا بمجتمعات المسلمين المعاصرة تتحول إلى ساحة مستباحة تنعكس فيها آراء الآخرين وتصوراتهم وثقافاتهم.

- وكأن الأمة الإسلامية فقيرة إلى غيرها في ثقافاتهم ومبادئهم، وقد أغناها الله بما آتاها من الوحي المبارك.

- أيها المسلمون : من المفاهيم التي اختلطت عند بعض المسلمين : المفاهيم المتعلقة بالمرأة ، وحدود مشاركتها في خطط التنمية الاقتصادية العامة.

- حيث يظن البعض أن المرأة كالرجل تضرب في الأرض ، وتعمل كما يعمل الرجل، وتأكل كما يُقال: بعرق جبينها، وهذا فهم خاطئ.

- فالشارع الحكيم لم يكلف المرأة بالعمل حتى تتفرغ لعملية الإنجاب ورعاية النسل، وإنما كلَّف المجتمع بالإنفاق عليها ، ورعاية شؤونها.

- ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تتخفف المرأة من أعباء الحمل والإنجاب ورعاية النسل؛ لتشارك بجهدها في التنمية الاقتصادية.

- أيها المسلمون : أي تنمية أعظم من إيجاد الإنسان وبنائه وتربيته ؟ ثم إذا أعرضت المرأة بالفعل عن الإنجاب والتربية؛ لتشارك في التنمية الاقتصادية العامة : من تراه يقوم بعملية الحمل والإنجاب وتكثير النوع نيابة عنها ؟!

- إن الخدمة التي تقدِّمها المرأة من خلال الإنجاب ورعاية النسل لا تقدر بثمن، فبأي ثمن يمكن أن تُقدَّر قيمة الإنسان؟

- ولكن أهل الشهوات والفتنة ينظرون إلى المرأة نظرة أداة للإنتاج الاقتصادي، ينظرون إليها نظرة استثمارية على غرار نظرة الماركسية المندحرة.

- لا يعبأوون بشخصها باعتبارها إنساناً، ولا بأولادها باعتبارها أماً، ولا بزوجها باعتبارها زوجة، وإنما هي أداة للإنتاج الاقتصادي .

- أيها المسلمون : إذا كان لا بد من تشغيل النساء، وفتح الباب لهن: فلا بد من مراعاة الضوابط الثمانية التالية:

- الضابط الأول : مراعاة الحلِّ ، بأن يكون العمل في أصله مباحاً، فلا تعمل في ملهى، ولا بائعة هوى، ولا مرابية، ولا في مصنع خمور.

- الضابط الثاني : مراعاة الأخلاق ، فلا تعمل مختلطة بالرجال، ولا يستغل العمل جسدها أو صورتها أو صوتها لترويج البضائع ، ولا تستغل لتوقيع العقود مع التجَّار ، ولا تكون واجهة للمحلات التجارية لجذب الزبائن ، والواقع – للأسف- يشهد بأن كلَّ هذه المخالفات موجودة في الواقع العملي.

- الضابط الثالث : مراعاة إنسانية المرأة، فلا تستذل في الأعمال الوضيعة، ولا ترهق في الأعمال الشاقة ، ولا تظلم في حقوقها المالية ، والواقع يشهد بأنها مستغلة في الأعمال الوضيعة والمرهقة ، ولا تعطى حقوقها المالية كاملة.

- الضابط الرابع : مراعاة الجانب الصحي، فلا يؤثر العمل على جسم المرأة، ولا على نفسها ، ولا على سلامة إنجابها ، والواقع يشهد بأن المرأة العاملة أرهق فئات المجتمع ، وتعاني كثيراً من الاضطرابات النفسية والعضوية، وأن بعضهن يضعن حملاً ناقصاً ، أو مريضاً ، وكثيراً ما يسقطن ما في بطونهن من الأجنة بسبب الإرهاق.

- الضابط الخامس : مراعاة الأسرة، فلا يكون العمل سبباً في إعراض المرأة عن الزواج، ولا يكون سبباً في إضعاف قوامة الرجل على زوجته، ولا يكون سبباً في التقليل من نسلها، ولا بد من تجنُّب صراع الأدوار بين عمل المرأة في بيتها وعملها في المؤسسات العامة، ولا بد – أيضاً – من سلامة أولادها من الانحراف بانشغالها عنهم.

- الضابط السادس : مراعاة التخصُّص، فكل جنس له ما يناسبه من الأعمال، بل إن الرجل لا يستطيع أن يقوم بكل عمل فكيف بالمرأة ؟! ولو أراد الله من الجنسين عملاً واحداً لخلقهما جنساً واحداً، لذا لا بد من مراعاة مجالات المرأة الضرورية : كالتعليم والطب ، والأعمال المختصة بهن .

- الضابط السابع : مراعاة الحاجة : فلا بد أن تكون هناك علاقة بين المرأة والعمل، فالمرأة محتاجة للعمل، والعمل محتاج إلى المرأة، فلا يكون عمل المرأة سبباً في زيادة البطالة في الرجال، وقد ثبت أن سبب البطالة الرئيس: وجود النساء العاملات، ولكم أن تتخيلوا وظيفة تقدم لها رجل وزوجته، فقبلت المرأة ورفض الرجل!!!، ولا بد – أيضًا - أن تكون المرأة محتاجة للعمل ، وليس لمجرد التسلية، أو إثبات الذات.

- الضابط الثامن : مراعاة أنوثة المرأة، بحيث لا تعمل عملاً تُشترط له الذكورة كالعمل في السياسة، وقيادة الجماهير، والولايات العامة، ومجالس الشورى العامة، والسلك العسكري في الجيش.

- إن الذي ينظر في هذه الضوابط يجد أنها مستحيلة وتعجيزية، وهذا حق؛ لأن عمل المرأة خارج بيتها يخالف الفطرة، ويحتاج إلى جهود كبيرة تناقض الطبيعة ؛ كتوجيه النهر أو السيل في غير اتجاهه المعتاد.

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ".

* * *

- أيها المسلمون : هناك بعض الحقائق لا بد أن نعرفها ، ومن أهمها : إن مجالات تفوق المرأة تختلف عن مجالات تفوق الرجل، فليس كل ما يتفوق به الرجل يصلح أن تتفوق به المرأة .

- ومن الحقائق أيضاً : أن النهضة التنموية لا تقوم على أيدي النساء الناعمة اللينة، فإذا عجز الرجال عن القيام بالنهضة الاقتصادية فهل يمكن أن تقوم بها النساء؟!

- ومن الحقائق أيضًا : أن المرأة في عصور الإسلام الذهبية لم تشارك في الحياة العامة ، بل كانت في بيتها تصنع الرجال ؛ ليكونوا أدوات الأمة للتفوق والإنتاج .

- ومن الحقائق أيضًا : أن المرأة المسلمة في تاريخ الأمة لم تشارك في الحياة الاقتصادية العامة زمن الأزمات الاقتصادية، بمعنى أنها لم تُدع للمشاركة في خطط التنمية الشاملة ، وإنما واجه الرجال والشباب هذه الأزمات، وتغلَّبوا عليها بفضل الله تعالى.

- أيها المسلمون : لا بد من إعادة إقناع النساء بأهمية العمل المنزلي، وأنه قيمة معنوية واقتصادية تفوق أعمالهن خارج المنزل.