الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الأخلاقية @ 15- خصال أهل الخير


معلومات
تاريخ الإضافة: 10/8/1429
عدد القراء: 1139
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

- أيها المسلمون : لقد ارتبطت الخيرية بأمة الإسلام ارتباط الروح بالبدن، فالخير أصيل فيها، لا ينفك عنها إلى آخر الدهر.

- إلا أن هذا الخير قد يزيد أحياناً وقد ينقص أحياناً أخرى ، بقدر التزام الأمة بدينها: شريعة وعقيدة.

- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأمة على غيرها : « ألا إنكم توفُّون سبعين أمةً ؛ أنتم خيرُها وأكرمُها على الله عز وجل ».

- وقد خصَّ الله عز وجل بمزيد فضل أهل القرون الثلاثة الأولى من هذه الأمة ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ».

- وخصَّ الله أهل بدر من هذه القرون فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «لعل الله اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ، فقد وجبت لكم الجنة».

- كما خصَّ أهل الحديبية بالفضل فقد قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنتم خيرُ أهل الأرض».       

- أيها المسلمون : لقد اتَّصف أهل الخير من هذه الأمة بسبع خصال، هي مدار الخيرية وركائزها:

- الخصلة الأولى : الإيمان بالله تعالى ومحبته، فقد عمرت قلوب الصالحين محبةُ الله، بعد الإيمان به على الوجه الذي يرضى عنه، فكانت العبادة ، والذكر، والتوبة، والإنابة، والخشية: ثماراً لهذا الإيمان، ولهذه المحبة الراشدة.

- الخصلة الثانية : الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه، فلا أحد أحب إلى أهل الخير من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن أحدهم ليفديه بنفسه وماله وولده، وإن أحدهم ليتمنى أن يراه في المنام ، ولو كان ذلك مقابل فقْده أهله وماله.

- الخصلة الثالثة : التقوى التي تكفُّ صاحبها عن المحرمات، وتعينه على القيام بالواجبات، إنها التقوى التي استقرت في القلوب، ثم انعكست آثارها على الجوارح استقامةً وصلاحاً، حتى إن أهل الخير ليدَعون كثيرًا من الحلال خوفاً من الوقوع في الحرام.

- الخصلة الرابعة : الالتزام بحسن الخلق : الصدق، والأمانة، والإيثار، والإحسان، والوفاء، والأدب، والكرم، ونحوها مع الحذر من : الحسد، والغل، والحقد، والبغي، والكذب، والغيبة، والنميمة، ونحوها ، لقد ضرب أهل الخير أفضل مَثَلٍ للالتزام بالأخلاق الحسنة، والحذر من الأخلاق الرديئة، متمثلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن من خياركم أحسنَكم أخلاقاً »، ولئن كانت العقيدة هي صورة الإنسان الباطنة فإن الأخلاق صورة الإنسان الظاهرة.

- الخصلة الخامسة : الزهد في الدنيا وملذَّاتها وشهواتها، فليس عند أهل الخير ما عند أهل الدنيا من التكالب عليها، والطمع فيها، فقد كانت الدنيا عندهم أهون شيء، لا يقدِّمونها على شيء من دينهم؛ ولهذا جاءتهم راغمة ، فكانت في أيديهم وليست في قلوبهم.

- الخصلة السادسة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، لقد أدرك أهل الخير أن وظيفة الأنبياء في الدعوة إلى الله قد انتقلت إلى هذه الأمة، فانطلقوا يجوبون الدنيا يدعون إلى الله تعالى ، يرشدون الضال، ويوقظون الغافل، ويهدون الحائر، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

- الخصلة السابعة : الجهاد في سبيل الله، فهو أسمى ما يتمناه أهل الخير؛ لما في الشهادة من الفضل والمكانة عند الله تعالى ، فخرجوا من بيوتهم وبلادهم يفتحون الأمصار، ويقيمون الحق، ويزهقون الباطل، يخرجون الناس – بإذن الله – من ظلمات الكفر إلى نور الهداية، حتى ساد أهل الخير من القرون المفضلة الدنيا ، فكانوا السادة والقادة.

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ " .

* * *

- أيها المسلمون : إذا كانت هذه خصال الخير عند أهل الخير : فكم هو حظُّنا منها، أفراداً وجماعات ومؤسسات ؟

- كم هو حظُّنا من الإيمان الصادق بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، هل فعلاً الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا ؟

- كم هو نصيبنا من التقوى التي تدفعنا للقيام بالواجبات، وتكفُّنا عن المحرمات ؟

- كم هو نصيبنا من الأخلاق الحسنة في مقابل الأخلاق السيئة ؟

- كم هو حجم محبة الدنيا في نفوسنا، والتعلق بها، وملذاتها وشهواتها ، في مقابل تعلُّقنا بالآخرة والجنة ؟

- أين واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياتنا، كم هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في المجتمع كما أمر الله تعالى ؟

- أين أعلام الجهاد في سبيل الله التي تردع الكافرين، وتعز المسلمين؟ .

- إنها الخصال التي لا بد منها لنيل الخيرية.