الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإقتصادية والسياسية @ 12ـ نظام الزكاة في لإسلام


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 1060
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·          لقد نظم الإسلام حياة الناس في كلِّ جانب من جوانبها، بحيث تشمل كلَّ جزيئة من جزيئات الحياة.

·          ومما شمله الإسلام بنظامه المحكم: المال وكيف يُكسب، وكيف يُنفق، وشروط استثماره.

·          ولما كان المال صُلب الحياة، وأساسَ عمارة الأرض: تأصَّل حبُّهُ في النفوس، واستحكم في القلوب.

·    ولما كانت النفوس مجبولة على حبِّ المال ، والاستكثار منه : كان حرصها على جمعه وكنزه كبيراً، فتفوت الضعفاء حاجتهم من هذا المال، ويكون حكراً على الأغنياء.

·    ومن هنا شرع الإسلام نظام الزكاة: تطهيراً للمال ولأصحابه من جهة، وسداً لحاجات المساكين والمحتاجين من جهة أخرى.

·    وجعل الشارع الحكيم الزكاة ركناً من أركان الإسلام، يكفر جاحده، وألزم السلطان جمعها والإشراف عليها بقوة ما آتاه الله من السلطان.

·    ولهذا لما بخل بها بعض الناس في زمن أبي بكر رضي الله عنه حاربهم حرباً لا هوادة فيها، فكانت أوَّلُ حرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لصالح الفقراء والمساكين ضدَّ مانعي الزكاة.

·    وهدَّد المولى عز وجل مانعي الزكاة في زمن ضــعف السلاطين أو إهمالهم فقال تعالى: ) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُـمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ( .

·          وقد أرصد الله تعالى لمانعـي الزكاة يوم القيامة شجاعاً أقرع (ثعبان) لا يتركه في عرصات يوم القيامة .

·    وقد توَّعد المولى مانعي الزكاة من أهل السائمة بأن يُؤتى به في ساحة من الأرض ، فتدوسه بخفافها وأظلافها طَوال ذلك اليوم، حتى يُقضى بين الخلائق، ثم يرى سبيله إلى جنة أو نار.

·    وفي الجانب الآخر فقد وعد المولى عز وجل المخرجين للزكاة بالثواب، وطهارة أموالهم ، وحفظها من التلف, وذهاب شرِّ نفوسهم, فمن أدَّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرُّه, وقد وعدهم بالخلف فما نقص مال من صدقة, والله عز وجل يقبل الصدقة وإن كانت قليلة، ويربيها لصاحبها حتى تكون مثل الجبل.

·    وقد كان الصحابة يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في الإنفاق، فقد كان عليه السلام لا يقول لأحد : لا, وكانوا على منهجه فهذا عثمان, وهذا عبد الرحمن بن عوف, وهذه عائشة, وهذه زينب بنت جحش رضي الله عنهم ، أنفقوا النفقات العظيمة، حتى إن بعضهم كان لا يترك لنفسه شيئاً.

·    أيها المسلمون : ما أحوجنا في هذا العصر إلى نظام الزكاة, فالأمة المسلمة اليوم تضمُّ أفقر أهل الأرض، وأكثرهم حاجة وعوزاً.

·    لو أخرج الناس زكاة أموالهم لما بقي فقير, ولكن جُبلت النفوس على البخل, وضعُف السلطان عن إلزام الناس بالزكاة.

·    تصدقوا أيها المسلمون فإن  » في الجنة غرفاً يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنها  من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام «.

·          واعلموا أنه سوف يأتي على الناس زمان يخرج أحدهم بصدقته فلا يجد أحداً يقبلها.

^   ^   ^

·          أيها المسلمون : للزكاة آداب لابد أن يراعيها المُخرج للزكاة ومنها:

·          أن يخرجها طيبةً بها نفسه, فلا تتبعها نفسه.

·          ويخرجها من أفضل ماله أو أوسطه, ولا يخرجها من رديء ماله.

·          أن يتحرى بها  أهلها ، فلا يُوقعها عند غيرهم, والأفضل أن تكون في الأقارب المحتاجين ، فإنها صدقة وصلة.

·          لا يمنُّ بها على المسكين, فهو أحوجُ لثواب صدقته من المسكين إلى هذا المال.

·          أن لا يستكثرها, بل يشعر بأنه إنما أخرج القليل.

·          لابد أن يعتقد بوجوبها عليه, وأنه إنما يُخرج فرضاً لا فضل له فيه.

·          أن يعتقد أن المال مال الله, لا فضل له فيه, وإنما هو مُستخلف فيه.

·          أن يختار أهل التعفف والصلاح والعلم، ولا يحابي بها ويرائي.

·          أن يخرجها سراً ، إلا أن يكون في الجهر مصلحة.

·    كلمة للمتسولين فإن السؤال لا يجوز إلا عن حاجة وضرورة, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على عدم السؤال.

·    المسألة خدوش في الوجه يوم القيامة، فليستكثر السائل أو يقل. وليتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: » اليد العليا خير من اليد السفلى «.

·    قصة واقعية : كان شخص مسكين فيما يظهر للناس- ليس له أقارب، وكان الناس يتصدَّقون عليه ، وكان يأخذ أيضاً من الضمان الاجتماعي، ثم مات الرجل، ففتحوا بيته، فإذا بأكياس وعلب كثيرة قد مُلئت بالنقود، من عملات سعودية مختلفة ، قديمة وحديثة، تصل إلى مئات الألوف.

·    أيها المسلمون :  الذي يسأل الناس فقد عرف الطريق, فلا خوف عليه ، ولن يموت جوعاً،  ولكن المشكلة في المتعفف، الذي لا يسأل الناس، ولا يتفطَّنون له فيُعطونه، فعن هؤلاء ابحثوا ونقِّبوا.