الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإقتصادية والسياسية @ 5ـ وجوب الوحدة الإسلامية


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 3018
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·          إن ا لمتأمل في تاريخ الأمة الإسلامية في زمن عافيتها وتفوُّقها ، يجد أن حياتها قامت على مبدأين عظيمين :

·    المبدأ الأول هو التوحيد: توحيد مصدر التلقي للدين والشريعة من الله تعالى وحده, ثم توحيد التوجه بالعبادة لله تعالى وحده, فالأمة تعتقد أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى وحده لا شريك له.

·    وأما المبدأ الثاني فهو وحدة الجماعة, فأمة الإسلام أمة واحدة وإن اختلفت الأزمان, وإن تباعدت الدور, وإن تنوعت الجنسيات, واختلفت اللغات, فهم أمة واحدة تجمعهم العقيدة والوجهة والتشريع.

·          وفي هذا يقول الله تعالى: ) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ( ، ويقول :  ) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (.

·    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: »المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً «, ويقول: »المسلمون يدٌ على من سواهم  «، ويقول :   »المؤمنون كرجل واحد«.

·    ولدوام الوحدة بين المسلمين نهى الإسلام عن الاختلاف والتنازع الذي يؤدي إلى الفرقـــة والفتن فقال الله تعالى: ) وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (.

·    وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: » سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر «, ويقول: » لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض «.

·          ويقول في القتال بين المسلمين : » إذا تواجه المسلمان فالقاتل والمقتول في النار «.

·          ويقول عليه السـلام مرغِّباً في الجماعة: » الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب «.

·          ويقول مهدِّداً أهل الفرقة والاختلاف: » من فارق الجماعة شبراً فقد خلعَ ربقةَ الإسلام من عنقه «.

·    ويقول عن حرمـــة دماء المسلمين: » لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح «, ويقول: » من أشار إلى أخيه بحديدة ، فإن الملائكة تلعنه, حتى وإن كان أخاهُ لأبيه وأمِّه «.

·    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن العصبيات والقوميات: »دعوها فإنها منتنة«, ويقول: » ليس منا من دعا إلى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية «, ويقول: » من قُتل تحت راية عمِّية ، يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقِتْلَتُهُ جاهلية «, ولا يعني هذا ألا يحبَّ الرجل أهله وعشيرته وقبيلته ؛ فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: » أَمِنْ العصبية أن يُحبَّ الرجل قومه, فقال: لا, ولكن من العصبية أن ينصر قومه على الظلم «.

·          ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن وجوب الوحدة السياسية: »إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما «.

·    أيها المسلمون : إن هذه النصوص الشرعية وغيرها كثير واضحة الدلالة في وجوب وحدة المسلمين, على مستوى الأفراد والجماعات، مع التحذير الشديد من الفرقة والاختلاف.

·    إن الوحدة التي قامت في تاريخ الإسلام ، والتي يدعو إليها الإسلام هي الوحدة الإسلامية, التي تقوم على التوحيد أولاً, وتقوم على الجماعة ثانياً, ولا تُغني إحداهما عن الأخرى, فالتوحيد لابد منه للنجاة في الآخرة, والجماعة لابد منها لصلاح الحياة والمعاش.

·          فإذا اختلفت العقائد والمذاهب وقع الخلاف في الجماعة والتناحر والقتال.

·    وكذلك إذا اختلفت الجماعة فيما بينها فسد الدين وضاع, وفي الحديث: » دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء ، هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر, ولكن تحلق الدين «, أي تذهب بالدين.

·    نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن, أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

^   ^   ^

·          أيها المسلمون: لا يمكن الخروج من أزمات الأمة المتلاحقة إلا بسلامة الدين أولاً, ثم بوحدة الجماعة ثانياً.

·          فأما الدين فهو محفوظ بعقائده وتشريعاته, بأصوله وفروعه, فمن أراد الدين الحق فلن يخفى عليه.

·          وأما وحدة الجماعة فيمكن أن تتحقق بما يلي:

·          أولاً: التوسع في نشر الثقافة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية, ومحاربة الأمية الدينية.

·    ثانياً: اعتماد اللغة العربية: لغةً للتخاطب بين الشعوب الإسلامية, فهي لغة الدين والعبادة, وهي اللغة المشتركة بين الشعوب الإسلامية.

·    ثالثاً: التأكيد على الأخوة الإسلامية بين جميع الشعوب المسلمة, وتقديم الدين على الجنس واللون والوطن والقومية.

·    رابعاً: التوسع في التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية, فإن من العيب أن يكون التعاون بين الدول العربية لا يتجاوز 5% فقط.

·    خامساً: السعي الجاد نحو الوحدة السياسية بين الدول الإسلامية, بحيث لا تنفرد دولة دون باقي الدول بقراراتها السياسية ، ولا سيما في السياسة الخارجية.

·    سادساً : العمل على إقامة تكتلات سياسية إقليمية بين الدول الإسلامية المتجاورة، لتكون نواة لوحدة سياسية شاملة في المستقبل لجميع الدول العربية والإسلامية.

·          أيها المسلمون : هذا طريق الوحدة, وليس هناك وحدة بغيره.