الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الجهادية @ 11ـ غزوة تبوك وما فيها من عبر
· أيها المسلمون : شهر رمضان شهر النصر والعز للمسلمين، ففيه كانت: غزوة بدر, عين جالوت, حرب 1973م مع اليهود.
· إن من أعظم غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان غزوة فتح مكة, التي غيَّرت وجه التاريخ, ومجرى الحياة، ودخل الناس في الدين أفواجاً.
· كانت هذه الغزوة في العاشر من رمضان سنة ثمانية للهجرة النبوية الشريفة.
· وسبب الغزوة أن قريشاً مع بني بكر نقضت العهد المبرم يوم الحديبية بالإغارة على خزاعة التي كانت في حلف أهل المدينة.
· ولما أحسَّت قريشٌ بالخطأ الذي وقعت فيه : بعثت أبا سفيان ليجدد العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يجبه أحد إلى ذلك.
· دخل أبو سفيان على ابنته أمِّ حبيبة رضي الله عنها صاحبة الهجرتين، فطوت الفراش دونه، حتى لا يجلس على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم .
· عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على غزو مكة، وأمر بالسِّر حتى يباغتهم فلا يقاوموا ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد سفك الدماء بمكة , فأخطأ حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكتب إلى قريش يخبرهم بمسير المسلمين إليهم ، فكشف الله الخبر لرسوله صلى الله عليه وسلم .
· سار الجيش المظفَّر إلى مكة, وبالقرب من عسفان أفطر الرسول صلى الله عليه وسلم وأفطر أصحابه ليتقوُّا على الغزو.
· وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإشعال النيران، كل واحد يشعل ناراً، حتى يوقعوا الرعب في أهل مكة بكثرتهم فلا يقاوموا.
· أسلم في هذه الأثناء أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه, وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم العباس رضي الله عنه أن يقف به عند ممر الظهران ليستعرض الجيش، ويعرف قوة المسلمين، لينقل الخبر إلى مكة فلا يقاوموا.
· أخذ يستعرض الجيش وكلَّ ما مرَّتْ به كتيبة قال : من هؤلاء ؟ حتى جاءت الكتيبة الخضراء، التي لا يُرى منها إلا الحديد ، فسأل عنها، فإذا هي كتيبة الرسول صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار.
· فقال أبو سفيان عندها : » لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً «، فقال العباس : » إنها النبوة «.
· تحمَّس سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال: » اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشاً «.
· فعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بمقولته فقال: » بل اليوم يومٌ تُعظَّم فيه الكعبة, اليوم يوم أعزَّ الله فيه قريشاً«.
· ثم نزع الرسول صلى الله عليه وسلم الراية من سعد وجعلها عند ولده قيس.
· دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة من جميع نواحيها, لم يجد مقاومة تذكر ، وأرسل من ينادي في الناس : » من دخل دار أبي سـفيان فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن «.
· دخل مطأطأ رأسه حتى إن لحيته لتمس رجله.
· طاف بالبيت، وحطَّم الأصنام المنصوبة حوله وهو يقرأ : ) وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (.
· دخل الكعبة ومعه بلال وأسامة بن زيد رضي الله عنهم، وأغلق الباب, وكبَّر فيها وصلى.
· ثم أمر بلالاً أن يؤذِّن على ظهر الكعبة، ليُعلم قريشاً أنه لا فضل لأحدٍ إلا بالتقوى.
· وخطب الناس ، وحرَّم أمر الجاهلية, وثاراتها, والربا, وحرَّم مكة.
· وقال: » يا معشر قريش ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا : خيراً أخٌ كريم وابن أخٍ كريم, فقال: لا تثريب عليكم اليوم: اذهبوا فأنتم الطلقاء «. إنها الرحمة المهداة, إنها النبوة.
^ ^ ^
· أيها المسلمون : لهذه الغزوة عبر ودروس من أهمها:
· وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لخزاعة لما جاءت تستنجد به.
· تحويل القبلة إلى مكة كان دافعاً لفتحها، وتخليصها من المشركين.
· الولاء والبراء في موقف أم حبيبة من أبيها، حين طوت عنه الفراش.
· حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في السرية التامة لحركة الجيش نحو مكة.
· الضعف البشري في موقف حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين أراد أن تكون له يدٌ بمكة لحماية أولاده وأقربائه.
· موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من حاطـب والعفو عنه حيث قال : » لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم «.
· الحكمة الحربية في إشعال النيران لإيقاع الرعب في مشركي مكة فلا يحاربوا ولا يقاوموا.
· وإيقاف أبي سفيان على ممر الكتائب لينقل الصورة المرعبة لأهل مكة فلا يحاربوا وإنما يستسلموا.
· مراعــاة حاجة أبي ســـفيان للفخر: » من دخل دا رأبي سفيان فهو آمن «.
· علاجه لسعد بن عبادة رضي الله عنه حين نزع منه الراية مراعاة لأهل مكة ووضعها في ولده قيس.
· » اذهبوا فأنتم الطلقاء « ، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لهداية الناس وليس للانتقام منهم.