الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الجهادية @ 4ـ تعظيم دماء المسلمين
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله الكريمِ المنان, العظيم الجبَّار, أمرَ بالوحدةِ والائتلاف, ونهى عن الفُرقةِ والاختلاف, وأمرَ بتعظيم دماءِ المسلمين.
أحمَدُهُ وأستعينه وأستغفره, وأعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, ومن سوء أخلاقنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هاديَ له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن سيِّدَنا محمداً عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق, ليظهره على الدين كلِّه, ولو كره المشركون . أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون, وأصْلحوا ذات بينكم, فإن فسادَ ذاتِ البين, هي الحالقة, التي تحلقُ الدين, وتذهبُ به. وقد وصف الله عزَّ وجلَّ حال المؤمنين فقال: ) إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إِخْوَة (, وقال: ) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُـونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (. ويقول رســول الله صلى الله عليه وسلم: »المســلم أخــو المسلم, لا يظلِمــُهُ ولا يُسْلمُهُ, من كان في حاجَةِ أخيه كان الله في حاجته, ومن فرَّجَ عن مسلم كربة, فرَّجَ اللهُ بها عنه كربةً من كرب يوم القيامة, ومن ستر مسلماً, ستره الله يوم القيامة«, ويقول أيضاً: »المؤمنُ مرآةُ المؤمن, والمؤمن أخو المؤمن , يكفُّ عليه ضيعَتَهُ, ويحوطُهُ من ورائِهِ«, ورُوي عنه أيضاً أنه قال: »مثلُ المؤمنِ وأخيهِ كمثل الكفَّين, تُنقِّي أَحَدُهما الأخرى«، ويقول أيضاً: » مثلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم مثلُ الجسد, إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى«, ويقول: »المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان, يشدُّ بعضُهُ بعضاً«, ويقول: »المؤمنونَ كرجلٍ واحد, إن اشتكى رأسُهُ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر«, وفي رواية: »المؤمنونَ كرجلٍ واحد إن اشتكى رأسُهُ اشتكى كلُّه, وإن اشتكى عينُهُ اشتكى كلُّه«.
أيها المسلمون: إنه ليس من أمةٍ لديها من نصوص شرْعِها الآمرةِ بالوحدةِ والائتلاف, ونبذِ الفرقةِ والاختلاف, كما هو لأمة الإسلام, فالنصوصُ من كتابِ الله, وسنَّةِ رسولــــه صلى الله عليــه وسلم كثيرةٌ لا تكادُ تُحصى, ومع هذا نجد واقــعَ المسلمينَ اليوم يعاكسُ تماماً ما أمرَ اللهُ به ورسوله صلى الله عليه وسلم. فتجد الاختلافَ على جميعِ المستويات, وفي جميعِ طبقــاتِ الناس, حتى لكأنها أمّــَةٌ لم تعرفِ الوحدةَ من قبل, ولم تعرفِ الرحمَةَ, ولم تعرف أنها من خير أمةٍ أُخرجت للناس. فعلى مستوى الحكومات تجدُ التطاحُن والاقتتال, على أعلى المستويات, وتجدُ المكائِدَ والدسائس على أشدِّها, في حين يسلَمُ العدوُ الحقيقي, وينعمُ بالأمانِ والسلام, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين: »سبابُ المسلمِ فسوق, وقتاله كفر«.
وإذا جئتَ لتنظرَ في حالِ الشعوبِ, فإنِّكَ تجدُ الفرقةَ والاختلاف, والعصبية القبلية, والوطنية الممقوتة الضيقة على أشدها. وكأن هذه الشعوب لم تسمع لقولِ رسول الله صلى الله عليه وســـلم: »دعوهـا فإنَّها مُنْتنـــة«, وقــوله: » أبدعوى الجاهــلية وأنا بينَ أظهركم«. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الافتخـار بالقبيلة أو العشيرة, أو الوطن – بغير حق – من دعوى الجاهلية الأولى.
وإذا جئتَ لتنظرَ في حال أهل البلد الواحد, بل المدينةِ الواحدةِ, لتجد الاختلاف والتدابر والتقاطع كأشدِّ ما ترى. فأكلُ أموال الناس بالباطلِ, وشهادةُ الزور, والغِشُّ في المعاملات, والتنافسُ في الباطل, والتعصُّبُ للفرق والأندية بغير حق. وكأنَّ هؤلاءِ الناس, لم يسبق لهم أن سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويده«, وقوله: »المؤمنونَ هيِّنونَ ليِّنُونَ, كالجملِ الأنِف, إن قيدَ انقاد, وإن أُنيخَ على صخرةٍ اســتناخ«, وقوله: »المؤمنُ يألفُ ويُؤلَفُ, ولا خيرَ فيمن لا يألفُ ولا يُؤلَفُ, وخيرُ الناسِ أنفعُهم للناس«. وقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: »المؤمن من أمِنَهُ الناسُ على أموالهم وأنفُسِهِم, والمهاجرُ من هجرَ الخطايا والذنوب«. فأينَ واقعُ المسلمينَ اليوم, من هذه النصوصِ, وكيفَ يلقونَ ربهم غداً, وقد فرَّطوا في دينهم, واتخذوه وراءَهُم ظهرياً ؟ وقد عابَ اللهُ اليهودَ والنصارى, أنهم نسوا حظاً مما ذُكِّروا به, فأغرى الله بينهم العداوةَ والبغضاءَ فتجدهم أحزاباً متناحرة, يُكفِّرُ بعضهم بعضاً, إلا أنهم لا يُظهِرونَ ذلك, مع وجودِ العدوِ المشتركِ بينهم, وهو الإسلام.
أما واقعُ المسلمين اليوم, فإنَّه على عكسِ ما يدعو إليه القرآنُ والسنة, من وجوب نبذِ الخلافاتِ, وتوحيد الصفوف, لمواجهة العدوِّ المشترك. فتراهم يثيرونَ الخلافاتِ بينهم, ويوقدون نيران الحروب, من أجل العصبيات, والحزبيات, دون النظر إلى الخسائر, والمعاناة, التي يلقاها الشعوب.
أيها المسلمون: إن هذا هو قَدَرُ الأمَّةِ, بسبب تفريطها في جنب الله, ونبذها كتاب الله, وسنَّـةَ رسوله صلى الله عليه وسلم, فقد رُويَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: » يا معشر المهاجرين, خِصالٌ خمسٌ إن ابتُليتم بهن, ونزلن بكم, أعوذ بالله أن تُدْرِكُوهن: لم تظهرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ, حتى يُعلنوا بها, إلا فشا فيهمُ الأوجَاعُ, التي لم تكن في أسلافِهم, ولم ينقصوا المكيالَ والميزانَ, إلا أخذوا بالسنين (أي بالقحط والفقر), وشـدَّة المؤنةِ, وجورِ السلطـــان, ولم يمنعوا زكــاةَ أموالهم, إلا مُنِعُوا القطرَ من السماء, ولولا البهائم, لم يُمطروا, ولا نَقَضُوا عهدَ الله, وعهدَ رسوله إلا سُلِّط عليهم عدوٌ من غيرهم, فيأخُذُ بعض ما في أيديهم, وما لم تحكمْ أئمَّتُهم بكتاب الله, إلا جُعل بأسُهُم بينهم «. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهذا حالُ المسلمين اليوم, شاهدٌ على تفريطهم في الحكمِ بما أنزلَ اللهُ, حيث أعرضوا عنه إلى دساتير الشرق والغرب, فأباحوا ما حرَّم اللُه, وحرموا ما أحلَّ الله, بغير إذن من الله, فسلَّطَ الله بعضهم على بعض, فأخذوا يسفكونَ دماءَهُم, ويستحلُّون أعراضَهم, ويستبيحون أموالهم.
وقد أشار سبحانه وتعالى في كتابه العزيز إلى هذا النوع من العقاب, فقال سبحانه وتعالى: ) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقُ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ (, أي يجعلُكُم فِرَقَاً وأحزاباً متناحرة, فيُذِيِقُ بعضَكُم بأس بعض, كما هو الحاصلُ في كثير من بلاد المسلمين اليوم. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » سألت ربي عز وجل أربعاً, فأعطاني ثلاثاً ومَنَعَني واحدة, سألتُ اللهَ أن لا يجمَعَ أمتي على ضلالة فأعطانيها, وسألتُ الله أن لا يُظهرَ عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها, وسألتُ اللهَ أن لا يُهلِكَهُم بالسنين, كما أهلك الأممَ قبلهم فأعطانيها, وســألتُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن لا يَلْبِسَهُم شـيعاً, وأن لا يُذيـقَ بعضَهُم بأسَ بعض, فمنعْنِيهَا «. فهذا عقَابُ الأمَّةِ إذا فرَّطت في جنب الله عز وجل.
أيها المسلمون: هذا قضاءُ الله سبحانه وتعالى في أمَّةِ الإسلام, حين تُفرِّطُ في دينها, وحينَ تستبدِلُهُ بآراء الرجال, وحين تُعرض عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أشارَ عليه الصلاة والسلام إلى أن سبب الفرقةِ بين الأحبةِ إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي, فقد رُوي عنه أنه قال: » والذي نفسُ محمدٍ بيده, ما توادَّ اثنان, فيُفَرَّقُ بينهما إلا بذنبٍ يُحدثُه أحدُهما «, أي بذنبٍ أحدثه أحدُهُما يُفرِّقُ الله بينهما بسبب ذلك الذنب, فكيف بالذنوب الكبيرة, والموبقات العظيمة, التي خاضت فيها الأمَّةُ, وحاربت بها شرع الله عز وجل, وأعرضت بها عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, كيفَ بموالاةِ كثير من الناس للكفار, وإلقاءِ المودةِ إليهم, واتخاذِهِم بطانةً من دون المسلمين, كيفَ بالبدع والخرافات التي وقع فيها كثير من المسلمين, كيف بمظاهر الشرك الأكبر والأصغر, التي وقعت في كثير من المجتمعات الإسلامية, كيفَ بالتفريطِ في جانبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر, الذي يُعدُّ صَمَّام الأمان, لحفظ الأمة من الزوال, قال الله تعالى: ) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَـهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (.
باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبيناً محمداً عبده ورسوله, بلَّغ الرسالة, وأدَّى الأمانة, ونصح الأمة, وتَرَكَهــا على المحجَّة البيضــــاء, لا يضلُّ عنها إلا هالك. أما بعد:
فإن الله عزَّ وجلَّ رفعَ قدرَ المؤمنين, وجعلَ منزلة المسلم, منزلةً عظيمة, وهدَّدَ من قتلَ مسلماً بغير حقٍ بالنــــار, فقال ســبحانه وتعالى: ) وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَـــنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَـدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِــــيمًا ( ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: » لزوال الدنيا أهونُ عند الله من قتلِ رجلٍ مسلم« ، وقال: »قتلُ المؤمن أعظمُ عند الله من زوال الدنيا« ، وقال أيضاً: »لو أنَّ أهلَ السماواتِ وأهلَ الأرض، اجتمعوا على قتل مسلم, لكبهُمُ اللهُ جميعاً على وجوهِهِم في النار« ، وقال أيضاً: » كلُّ ذنبٍ عسى الله أن يغفره، إلا الرجلَ يموتُ مشركاً، أو يقتلُ مؤمناً متعمداً « ، وقال أيضاً: » لن يزال المؤمنُ في فسحةٍ من دينه, ما لم يُصِبْ دماً حراماً «, وقال أيضاً: » يأتي المقتولُ, مُعَلَّقَاً رأسهُ بإحدى يديه, مُلبِباً قاتلَهُ باليد الأخرى, تشخبُ أوداجُهُ دماً, حتى يأتي به العرشَ, فيقولُ المقتولُ لربِّ العالمين: هذا قتلني, فيقولُ اللهُ عز وجل للقاتل: تَعِسْتَ, ويُذهبُ به إلى النار «.
والعجيبُ أنَّك مع هذه النصوصِ القاطعةِ, وهذا التهديد والوعيدِ, تجدُ كثيراً ممن لا خلاقَ لهم, يقعون في سفكِ الدماء, واستباحةِ الحُرُمات, ثم بعد ذلك يزعمون الإسلام والإيمان, ويتبجَّحُونَ بحمايةِ الدين والعقيدة.
أين هؤلاء من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: » من أعانَ على قتلِ مؤمنٍ بشطرِ كلمة, لقيَ اللهَ عز وجل مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله «، وأين هم من قوله عليه السلام وهو يطوفُ بالكعبةِ ويقول: » ما أطيبَكِ, وأطيبَ ريحَكِ, ما أعظَمَكِ, وأعظمَ حُرمَتَكِ, والذي نفسُ محمدٍ بيده, لحرمةُ المؤمنِ, أعظمُ عند الله حُرمةً منك, مالُهُ, ودمُهُ, وأن نظنَّ به إلا خيراً «.
وأعجب من ذلك أن حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجرد الإشارة إلى المسلم بالسلاح, فقال عليه الصلاة والسلام: » من أشار إلى أخيه بحديدة, فإنَّ الملائكةَ, تلعَنُهُ حتى يَدَعَهُ, وإن كان أخاهُ لأبيه وأمِّهِ «, وقال أيضاً: » من رمانا بالنبل, فليس منا «، فإذا كان الرامي بالنبلِ ليس من المسلمين بحق, فكيف بمن يُمطِرُ المسلمينَ بالمواد الفتاكَةِ, والقنابلِ المدمِّرة, إنه بلا شك أعظمُ جُرْماً, وأكبرُ إثماً.
أيها المسلمون : اعلموا أنه ليس في الدنيا شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من المؤمن, لهذا حرَّم كلَّ ما يُؤذيه, وأمرَ بكلِّ ما يُصلحه, فحثَّ الإسلامُ على إصلاحِ ذاتِ البين, لأنَّ فسادَ ذات البين هي سبب الحروب, والاقتتالِ بين المسلمين, فقال عليه الصلاة والسلام: » ألا أخبركم بأفضلَ من درجةِ الصِّيامِ والصلاةِ والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله, قال: صلاحُ ذات البين «, كما أباح الإسلامُ الكذبَ لإصلاح ذاتِ البين. وحرَّم الرسول صلى الله عليه وسلم سوءَ الظَّنِّ بالمسلمين فقال عليه السلام: »إيَّاكُم والظنَّ, إيَّاكُم والظنَّ, إيَّاكم والظنَّ, فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث, ولا تناجَشوا, ولا تحاســدوا, ولا تنافَسوا, ولا تباغَضـــوا, ولا تدابروا, وكونوا عباد الله إخواناً «. كما حرَّم الإسلامُ السعيَ بالنميمةِ والإفسادَ بين الناس فقال عليه الصلاة والسلام: » ألا أُخبِرُكُم بخياركم وشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله, قال: خيارُكُم الذين إذا رُأوا ذُكر اللهُ, وشـرارُكُم المشاؤونَ بالنميمةِ, المفرِّقُونَ بين الأحبةِ, الباغـون للبراءِ العنت «.
قال الله تعالى: ) لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا(.
اللهمَّ أصلح ذاتَ بيننا, وألِّف بين قلوبنا, واهدنا سبل السلام, وأخرجنا من الظلمات إلى النور برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهمَّ أصلح أحوال المسلمينَ في كلِّ مكـان, واحقــن دماءَهُم, وولِّ عليهم خيارهم يا أكرمَ الأكرمين, اللهم وفِّق ولاة أمورنا إلى ما تحبه وترضاه, واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكرِ والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.