الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الجهادية @ 1ـ الجهاد في سبيل الله


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/9/1427
عدد القراء: 1196
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله مُعزِّ المجاهدينَ الصابرينَ, ومُذلِّ الكافرينَ والمرتدين, أحمدُهُ وأستعينه وأستغفره, وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل, فلا هاديَ له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق, ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون.

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ (.

) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُـــمْ وَعَســـَى أَن تُحِبُّـــواْ شَيْئًا وَهُوَ شَــرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَـمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (.

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْـحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (.

) انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (.

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: »الجهادُ واجبٌ عليكم مع كلِّ أميرٍ براً كان, أو فاجراً«. ويقول أيضاً: »جاهدوا بأيديكُم وألسنتِكُم وأموالِكُم «. ويقول أيضاً: »من ماتَ ولم يَغْزُ, ولم يُحدِّثْ به نفسَهُ, مات على شعبةٍ من النفاق«, ويقول أيضاً: »ما تركَ قومٌ الجــهادَ إلا عمَّهُمُ اللهُ بالعذاب«.

أيها المسلمون: إنَّ الجهادَ في سبيل الله عز وجل, هو فريضةُ الله على المسلمين, وقَدَرُ الأمَّةِ منذُ فجرِ الإسلام أن تُبتلى, إما بأعدائِها من الخارج, أو بأبنائها من الداخل. وإن الناظرَ في أحوالِ المسلمين اليوم, ليجدُ عُمقَ ما انحَدَرْنا إليه من الذِّلَةِ والصَّغَار, والهوانِ على الناس, بتركِنَا الجهادَ في سبيل الله, فإن من لم يدْعُ, لابدَّ أن يُدعى, ومن لم يغزُ لابدَّ أن يُغزى, وهذه سنَّةُ اللهِ عز وجل في عباده, وما ترك قومٌ الجهاد إلا أذلَّهُمُ الله, وكَتَبَ عليهمُ الصَّغار, وقذفَ في قلوبهم الوهنَ وحبَّ الدنيا, ونزعَ من قلوبِ أعدائهمُ المهابَةَ منهم. حتى ترى بعضَ الشعوب الإسلاميةِ تعيشُ تحت حُكْمِ الطاغوت, وتُحكَمُ بالحديد والنار, وتُذلُ في كرامتها, وتنتهكُ أعراضُها, ثم لا تجدهم ينتفضُونَ مُدافعين عن كرامتهم, وأعراضهم, كأنَّهم جثثٌ هامدةٌ, لا تحرِّكُها الزلازلُ, والنكبات. وأصبحَ الدمُ المسلمُ أرخصَ الدماءِ, يُسفكُ في كلِّ مكان, يقتَّلونَ أفراداً وجماعاتٍ, لا باكيَ لهم, ولا ناعيَ لهم, حتى أصْبحنا كالأيتامِ على مائدةِ اللئامِ والأوباش.

وولله الذي لا إله إلا هو, لا مخرج لهذه الأمَّةِ من هذا الذُّلِ، والصَّغَار, والضياع إلا بالجهاد الذي يُرعِبُ الأعداء, ويُزلْزِلُ عروشَهُم. ولنا في السلف الصالح القدوةُ في ذلك, فهذا المغيرةُ رضي الله عنه يخاطبُ عامل كسرى وهو على أربعينَ ألفاً من الفرس فيقول: »نحن أناسٌ من العرب, كنَّا في شقاءٍ شديد, وبلاءٍ شديد, نمصُّ الجلْدَ والنوى من الجوع, ونلبسُ الوبَرَ والشعر, ونعبدُ الشجرَ والحجَرَ, فبينما نحنُ كذلكَ, إذ بعثَ ربُ السماوات ورب الأرضينَ إلينا نبياً من أنفسنا, نعرفُ أباهُ وأمَّهُ, فأمَرَنا أن نقاتلَكُم حتى تعبدوا الله وحده, أو تُؤدُّوا الجزيةَ, وأخبَرَنَا أنَّ من قُتل منَّا صارَ إلى الجنةِ في نعيمٍ لم يُرَ مثلُهُ, ومن بقيَ مَلَكَ رقابكم«.

هكذا أيها الإخوةُ الكرام يُعلِنُها هذا المجاهدُ الفذُ في وجهِ قائدٍ الفرسِ, بكل شجاعةٍ وصراحة, هكذا عزةُ الجهاد تفعلُ في نفوسِ المجاهدينَ, لا يأبهونَ بأعدائهم, فاللهُ معهم, ولن يخذُلَهُم.

ولْيعلَمِ الجندُ الذين يدافعون عن هذه الجزيرة العربية, أنهم يدافعونَ عن بقيةِ الإسلام, فلم يعدْ لشريعة الإسلام في الأرضِ ملاذٌ إلا هذه البلاد, يقول عليه الصلاة والسلام: » إنَّ الإسلام بدأ غريباً, وسيعودُ غريباً كما بدأ, وهو يأرِزُ بين المسجدينِ كما تأرِزُ الحيَّةُ في جحرها «، أي أنه يلجأُ إلى موضع المسجدين بمكة المكرمة, والمدينة المنورة. وفي ورواية قال عليه الصلاة والسلام: »إن الإيمانَ ليأرزُ إلى المدينةِ كما تأرزُ الحيةُ إلى جحرها«، فهذه البلادُ ملاذُ الإسلام الأخير, ومأواهُ عندما يتخلى عنه الناس, ويزهدونَ فيه, فمن للإسلام إن لم يقُم أهلُ هذه البلاد بحفظهِ والدفاعِ عنه؟  فإن الله قد اختاركم لهذه المسؤولية, فسينظُرُ كيف تعملون.

وليبْشر المرابطونَ, والمدافعونَ عن هذه البلاد, بالأجر والمثوبة عند الله, والعزِّ في الدنيا: يقول عليه الصلاة والسلام: »رباطُ يومٍ في سبيل الله, خيرٌ من الدنيا وما عليها«, ويقول: »رباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف يومٍ فيما سواهُ من المنازل«, ويقول أيضاً: »عينانِ لا تمَسَّهما النارُ, عينٌ بكت من خشيةِ الله, وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل الله«.

وسُئِلَ عليه الصلاة والسلام : » ما يعدِلُ الجهادَ في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونَهُ, فأعــادوا عليه مرتـــينِ أو ثلاثــةً, كلُّ ذلك يقول لا تستطيعونه, ثم قال: مثلُ المجاهد في سبيل الله كمثل الصائِمِ القائِمِ القانتِ بآيات الله, لا يفتُرُ من صلاةٍ ولا صيام حتى يرجعَ المجاهدُ في سبيل الله«, وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: »إنَّ في الجنةِ مائة درجةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهدينَ في سبيل الله, ما بين الدرجتينِ كما بين السماءِ والأرض«.

وأما في فضْلِ الشهادة في سبيلِ الله, يقول عليه الصلاة والسلام: »للشهيدِ عندَ الله سَبْعُ خصال: أن يُغفرَ لهُ في أولِ دَفعةٍ من دمِهِ, ويرى مقعدَهُ من الجنة, ويُحلى حلَّةَ الإيمان, ويُجارَ من عذابِ القبر, ويأمنَ من الفزعِ الأكبر, ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقار, الياقوتَةُ منه خيرٌ من الدنيا وما فيها, ويتزوَّجُ ثنتين وسبعينَ زوجةً من الحورِ العين, ويشفَعُ في سبعينَ إنساناً من أقاربه«. هذا فضلُ الله إليه يُؤتيهِ من يشاء, والله ذو الفضل العظيم.

أيها الإخوةُ الكرام: هناكَ شرطٌ لازمٌ لتحقيق هذا الأجر عند الله عز وجل, وهو أن يكون قصدُ المجاهدِ إعلاءَ كلمةِ الله, والدفاعَ عن الإسلام, والرغبةَ فيما عند الله, وأن لا يكون قصدهُ العلوَ في الأرض بغير الحق، أو الفساد فيها, أو الدفاعَ عن التراب, بل يكونُ دفاعُهُ عن الإسلام, وشهادة أن لا إله إلا الله, وأن يكون الدين كلُّه لله عزَّ وجل, في غير ضرَّاء مُضرَّة, ولا فتنةٍ مُضَّلة.

اللهم يا أرحمَ الراحمين, ويا أكرم الأكرمين, اللهم أنت القويُّ ونحنُ الضعفاء, وأنت الغنيُّ ونحن الفقراء, اللهم نسألك نصرَكَ الذي وعدتنا, اللهم لا تخذلنا في يومٍ نحبُّ فيه نُصرتك, اللهم نسألكَ الشهادةَ في سبيلك خالصةً لوجهك الكريم, لا نفاق ولا رياء ولا فتنة . اللهم شتت شمل الأعداء, وفرَّق جمعهم, وانصرنا عليهم يا رب العالمين, أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, سيِّدِنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْـمَصِيرُ * فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ رَمَى وَلِيُبْـلِـِيَ الْـمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (.

ويقول عزَّ وجل أيضاً: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ( ,  ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: »يا أيها الناسُ لا تتمنَّوا لقاء العدو, واسألوا الله العافية, فإذا لقيتمُوهُم فاصبروا, واعلموا أنَّ الجنةَ تحت ظلالِ السيوف «. وحذَّرَ عليه الصلاة والسلام من الفرارِ من ساحة ا لمعركة, وجعل التولِّيَ يومَ الزحفِ من السبع الموبقات؟ وبيَّنَ عليه الصلاة والسلام أن ما يجدهُ الشهيدُ من مسِّ القتل, كما يجِدُهُ أحَدُكُم من مسِّ القرصةِ.

أيها الإخوة الكرام, أيها المؤمنون: إنَّ أمَّةَ الإسلام, هي أمةُ الجهاد, وهي أمةُ الابتلاء, ولا مجال للفرار من الحقائقِ, فالتاريخُ شاهدٌ على ذلك, ولم تخرج الأمة من أزماتِها المتلاحقَةِ عبر التاريخ, إلا بالوحدةِ والجهادِ والصبرِ, فالحملاتُ الصليبيةُ, والجحافلُ التتريةُ, والهجماتُ المغولية كلُّها تحطَّمت أمام كتائب المجاهدينَ الصادقينَ من أبناء هذه الأمة. ولم تُعقم أرحامُ النساءِ بعدُ, فهؤلاءِ المجاهدون في هذا العصر في كثير من البـــلاد قد ضربوا لنا مثلاً حياً في أنَّ النصر من عند الله, وأنَّ هذه الأمةَ لا يزالُ فيها الخير, والقوة, حتى تقومَ الساعةُ.

أيها المؤمنون: إن الجهادَ في مفهومِ هذا الدين, لا ينتهي بمجرَّدِ تحريرِ الأرض, أو ردِّ العدو الغاشم, بل هو فريضةُ الأمة وواجِبُها, وروحُها, وسرُّ بقائِها, لا ينتهي حتى يسودَ سلطانُ الإسلام الأرضَ كلَّها, وحتى لا تكونَ فتنةٌ, ويكونَ الدين لله وحده. فالجهادُ ماضٍ إلى يوم القيامةِ, يُعَزُّ به المؤمنون, ويُذلُّ به المجرمون, يقول عليه الصلاة والسلام: »لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلونَ على الحقِ ظاهرينَ على من ناوأهُم, حتى يُقاتلَ آخِرُهُم المسيحَ الدَّجَّال«.

ونختمُ الكلامَ بذكرِ كتاب عمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه لجيشِهِ الضَّارِبِ في بلادِ الفرسِ وقائِدِهم حيث قال: »أما بعد, فإني آمُرُكَ ومن معكَ من الأجناد بتقوى الله على كلِّ حال, فإن تقوى الله أفضلُ العُدَةِ على العدو, وأقوى المكيدةِ في الحرب, وآمُرُكَ ومن معَكَ, أن تكونوا أشدَّ احتراساً من المعاصي منكم من عدوِّكُم, فإنَّ ذنوبَ الجيشِ أخوفُ عليهم من عدوِّهم, وإنما يُنصرُ المسلمون بمعصيةِ عدوهم لله, ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة, لأنَّ عدَدَنا ليسَ كعددهم, ولا عدتُنا كعُدَّتِهم, فإن استوينا في المعصيةِ كانَ لهم الفضلُ في القوة علينا, واعلموا أنَّ عليكم في سيركم حفظةً من الله (وهُمُ الملائكة) يعلمونَ ما تفعلون, فاستحيوا منهم, ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيله, ولا تقولوا: عدوُّنا شرٌ منا, فلن يُسَلَّطَ علينا, فرُبَ قومٍ سلَّطَ اللهُ عليهم شراً منهم, واسألوا الله العونَ على أنفُسِكُم كما تسألونه النصر على عدوِّكُم, أسألُ اللهَ ذلك لنا ولكم«.

أكثروا من الصلاة والسلام على خير البرية أجمعين, فقد أمرَكُم اللهُ بذلك فقال عز وجـــل: )إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (, اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمــد وعلى آله وصحبـــه أجمعين, وارض اللهــــم عن الصحابـــة والتابعــين, ومن تبعهــم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين, وأذلَّ الشرك والمشركين, ودمِّر أعداء الدين من الكفار, والمرتدين, وسائر الكفرة المعاندين, اللهم اشدُدْ وطأتك عليهم, اللهم أرنا فيهم عجائبَ قدرتك, اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يُردُّ عن القوم ا لمجرمين, اللهم وارفع رايـــــةَ الجهاد في ســــــبيلك, واجعلها راية صــدق وحق , لا نفاق ولا رياء. اللهم آمنا في أوطاننا, وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأيدهم بالحق يا رب العالمين, واجعل اللهم ولايتنا في عهد من خافك واتقاك, واتبع هداك طالباً رضاك يا ربَّ العالمين.

اللهم من أرادنا وأراد المسلمينَ وهذه البلادَ بسوء, فاجعل له في نفسه شُغْلاً, وردَّ كيدَه في نحره, وسلِّط عليه من يسومُهُ سوءَ العذاب, بعدلك يا رب العالمين, اللهم ونجِّ الضعفة والمساكين من الدمار والهلاك يا رب العالمين.

اللهم أنت نصيرُنا, وأنت وليُّنا, بك نجُول, وبكَ نصُول, وبك نقاتل, اللهم مُنْزلَ الكتاب, ومُجْريَ السحاب, وهازمَ الأحزابِ, اهزِم حزب الشيطان, وانصرنا عليهم يا أرحم الراحمين. ربنا ظلمنا أنفســـنا وإن لم تغفــر لنا وترحمنا لنكونن من القوم الظالمين. اللهم لا تفرق هذا الجمع إلا بذنب مغفور, وعملٍ متقبلٍ مبرور, وتجارةٍ لن تبور, واغفر لنا في جميع الأمور, يا عزيزُ يا غفور.

ربنا آتنا في الدنيا حسنــة وفي الآخرة حسنـــة وقنا عذاب النار, ولا حول ولا قوة إلا بالله .