الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الروحية @ 10ـ فضل الوضوء وآثاره الروحية
· لا تخفى على المسلم أهمية الصلاة, ومكانتُها في الإسلام, فهي ركن من الأركان الخمسة, لا دين لمن لا صلاة له.
· إلا أن هناك عبادة تسبق الصلاة, وتُعِدُّ لها, لا تصح الصلاة إلا بها, إنها عبادة الوضوء والطهارة.
· وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لا تُقبل صلاةُ بغير طُهُور «.
· والوضوءُ بوابة الصلاة وفي الحديث: » مفتاح الصلاة الطُهُور, وتحريمها التكبير, وتحليلها التسليم «.
· ولبيان أهمية الوضوء للصـلاة قــــال الرسول صلى الله عليه وسلم: » الطُهُور شطر الإيمان « ؛ يعني شطر الصلاة.
· والوضوء من القضايا التي لا يعلمها إلا الله, وهو أمانة عند المسلم ؛ لهذا قــــــــال الرسول صلى الله عليه وسلم: » لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن « .
· وقد امتدح المولى عز وجل أهل مسجد قباء لحرصهم على الطهارة والوضوء فقال: ) فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (.
· في الوضوء مغفرة للذنوب والخطايا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: » ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره «.
· وبيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يُطهِّر ماءُ الوضوء المسلم من الذنوب فيقول: »إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطْر الماء, فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطْر الماء , فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطْر الماء ، حتى يخرج نقياً من الذنوب«.
· ويقول أيضاً: » من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره «.
· يعني أنه بهذا الوضوء يخرج من الذنوب ويكون صالحاً لدخول الجنة، وفي الحديث: » من توضأ فأحسن الوضــوء ، ثم قال : أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن
· ويقول عثمان بن عفان رضي الله عنه : » رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضـأ وضــوئي هذا ثم قال: من توضأ هكذا : غفر له ما تقدم من ذنبه «.
· وفي رواية: » لا يُسبـــغ عبد الوضـوء إلا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر « ، فأيُّ فضل هذا ؟ وأيُّ رحمة هذه ؟.
· أيها الإخوة: الوضوء يُكسب صاحبه الاستعداد للخير والإقبال على الطاعة ؛ فإن الطهارة إذا تمكَّنت من صاحبها أورثته استعداداً لقبول إلهامات الملائكة والمنامات الصالحة, وظهور الأنوار, وتمثُّل الطيبات، والأشياء الصالحة.
· وفي الجانب الآخر: فإن الحدث إذا تمكَّن من صاحبه ، وأحاط به : أورثه استعداداً لقبول الوساوس الشيطانية ، والمنامات الموحشة، وظهور الظلمة.
· ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: » الوضوء ضياء«.
· فاحرصوا أيها المسلمون على الطهارة في كلِّ أحوالكم ، لا سيما في الصلاة, والطواف, ومس المصحف ؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
^ ^ ^
· كان السلف حريصين على الطهارة حرصاً شديداً, يقول الحسن البصري: »كان من كان قبلكم يقربون هذا الأمر (يعني الموت) كان أحدهم يأخذ ماءً لوضوئه ، ثم يتنحى لحاجته مخافة أن يأتيه أمر الله وهو على غير طهارة ، فإذا فرغ توضأ «.
· وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يترك الوضوء بعد الغائط.
· وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يُرى جالساً إلا طاهراً.
· وكان بلال رضي الله عنه لا يترك الوضوء بعد الحدث.
· أيها الإخوة: يشكو كثيرٌ من المسلمين من كثرة الأمراض النفسية في هذا الزمان, وكثير منها يرجع إلى تسلُّط الشيطان على العبد.
· ومن المعلوم أن الشياطين تبتعد عن أهل العبادة والاستقامة،
لا سيما أهل الصلاة والوضوء والذكر.
· فاحرصوا على الطهارة خاصة عند النوم ؛ فإن من بات طاهراً بات الملك في شـعاره ، يعني بين جلده وملابســـه، يحرسه بإذن الله ويدعو له ، لا يتقلَّب في ليله ويدعو إلا استجاب الله له.