الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإيمانية @ 12ـ مقام الإخلاص في الإسلام


معلومات
تاريخ الإضافة: 12/9/1427
عدد القراء: 1651
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·   إنَّ أعظم حقٍ فرضه الله تعالى على عباده: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً, فالله هو المستحق وحده للعبادة.

·   والإخلاص شرط لازم لصحة العمل, فقد يكون العمل صواباً على السنة ولكنه مشُوبٌ بالرياء فيحبط ولا يُقبل.

·   قال الله تعالى: ) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (.

·   وقال تعالى أيضاً: ) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (.

·       وقـال تعالى أيضاً : ) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء (.

·   ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: » إنَّ الله لا يقبــل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتُغيَ به وجهُهُ «.

·   ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً: »إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم«.

·       ويقول أيضاً: » إنما الأعمال بالنية, وإنما لكل امرئٍ ما نوى «.

·   وقد رتَّب الشارع الحكيم الأجر والثواب على النية الصالحة والمقصد الحسن حتى وإن لم يكن معه عمل, مادام العزم صادقاً؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حق الصحابة الذين حبسهم العذر عن الخروج إلى غزوة تبوك: » إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مســـيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكـــم، حبسهم المرض « ، وقال أيضاً: » من همَّ بحسنة ولم يعملها كُتبت له حسنة «, وقال: » من طلب الشهادة صادقاً أُعطيها ولو لم تُصبْه «.

·   وحقيقة الإخلاص: تصفية السِّر والقول والعمل لله تعالى، والبراءة من كلِّ ما دون الله, والنظر إليه وحده, فلا يطلب العامل شاهداً على عمله إلا الله جل وعلا.

·   ولا شك أن هذا المقام من المقامات العالية الرفيعة الصعبة العسيرة، حتى قال نعيم بن حماد:  » ضرب السياط أهون علينا من النية الصالحة «.  فهو أعظم ميدان من ميادين الجهاد الإنساني, فكم من عمل صالح عظيم ضاع أجره بالنية الفاسدة, والمقصد القبيح، وقد جاء في الخبر أنَّ النار أولُ ما تُسعَّر يوم القيامة بقارئ, ومجاهد, ومنفقٍ, كلُّهم ما أراد بعمله وجه الله تعالى.

·   إن المسلم ليعمل العمل الصالح ويجتهد فيه، ثم لا يدري أيقبل منه أم يُرد عليه ، فقد سألت السيدة عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: ) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (, هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ويخافون, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : » لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يُقبلَ منهم, أولئك يسارعون في الخيرات «.  فإذا كان الذي يعمل الخير لا يأمن العقوبة فكيف بمن يعمل الشر ما حالُهُ ؟.

·   أيها المسلمون : لقد جاء التحذير الشديد من الرياء, وهو أن يقصد المسلـم بعمله الصالح غير الله تعالى، فقد قال الله تعالى: ) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا (.

·   وقال الله تعالى في الحديث القدسي: »أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معيَ غيري تركتُهُ وشركه«.

·   وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : » إن العبد ليعمل أعمالاً حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختَّمة, فتُلقى بين يدي الله تعالى, فيقول: أُلقوا هذه الصحيفة فإنه لم يُردْ بما فيها وجهي «.

·   ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : » بشِّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض, فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب «.

·   رأى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه رجلاً يبكي في المسجد وهو ساجد، فدنا منه وقال له : » لو كان هذا في البيت «، أي بعيداً عن أعين الناس وسَمْعِهم، في خلوةٍ بينك وبين الله تعالى.

·   وقال إبراهيم بن أدهم: » ما صدق عبدٌ أحبَّ الشهرة «, وقال أبو حازم المديني: » اكتم حسناتِكَ كما تكتم سيئاتك «.

·   أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( .

^   ^