الصفحة الرئيسة @ المقال الشهري @ خطاب شخصي إلى رئيس وزراء تركيا


معلومات
تاريخ الإضافة: 1/11/1433
عدد القراء: 3431
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

مقال شهر ذي القعدة 1433هـ

خطاب شخصي إلى رئيس وزراء تركيا


فخامة رئيس وزراء الجمهورية التركية

السيد/ رجب طيب أردوغان                                     وفقه الله

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة مباركة من مكة المكرمة ،،   وبعد 

عدت مع عائلتي من تركيا – حرسها الله- يوم الأحد 17/6/2012م إلى المملكة العربية السعودية ، وقد قضيت فيها أسبوعين ، كلها في مدينة يلوا وما جاورها ، ورغم إعجابي ببلدكم التي أزورها لأول مرة ، وبما أنعم الله عليها من الخيرات ، وما أغدق عليها من نعمة الماء الجاري – سر حياتها- إلا أنه قد أحزنني جداً وضع المرأة التركية بصورة عامة ، والفتاة الشابة بصورة خاصة ، التي انطبع سلوكها العام بالطابع الغربي ، فهي لا تتميز في لباسها وسلوكها عن المرأة الغربية بشيء ، إضافة إلى سطوة السواح الأجانب الذين لا يحترمون في سلوكهم مشاعر المسلمين ، ولم يخف علي وجود نساء وشابات فضليات ، يمثلن الإسلام خير تمثيل ، إلا أن الغلبة للطابع الغربي .


           ولا أخفيكم – فخامة الرئيس- أني مكثت اليومين الأولين في صدمة من هول ما انتهى إليه حال دولة الخلافة الإسلامية ، حتى كدت أقطع إجازتي وأعود أدراجي إلى بلادي ، لولا أصدقاء أتراك فضلاء ، وعلماء أجلاء التقيت بهم ، فهان الأمر علي . 


            فخامة الرئيس : إن جهود حكومتكم الإصلاحية معروفة للجميع ، إلا أن واقع المرأة التركية وحاجاتها لا بد أن يكون أولوية في برامج حكومتكم ، تستهدف رفع ثقافتهن الإسلامية ، وتمهد لهن الطريق نحو السلوك القويم ، وترفع عنهن الحاجة إلى كدِّ العمل الذي يستذل المرأة ، ويُضعف دورها الأسري ، ويقلل من عطائها التربوي .


             ولقد اعتصرني الألم كلما نظرت من نافذة شقتي المطلة على بحر مرمرة لأشاهد تلك الفتاة     التركية - أظنها دون العشرين من عمرها- وهي تعمل بجد منقطع النظير في خدمة زبائن المقهى ، وترتيب مقاعده ، وتجهيز مرافقه ، حتى إن الناظر لا يخطئها على مدار اثنتي عشرة ساعة - على الأقل- في حركة لا تكاد تقف ، ورغم إعجابي بنشاطها وحرصها ، إلا أني تساءلت : ما الذي يضطر الفتاة إلى مثل هذا الجهد الكبير ، الذي يعجز عنه كثير من الشباب ، وقد أسقط عنها الشرع تكاليف الكسب والإنفاق ؟ ولا شك أن أمثال هذه الفتاة كثير في تركيا ، فما من زاوية مررت بها في رحلتي إلا وشاهدت النساء هناك في كل مكان يعملن أعمال الرجال ، فهل هذا في صالح المرأة التركية ، أم أنها فريسة الاستغلال الاقتصادي ؟


             فخامة الرئيس : اعتذر لإشغالكم فمهماتكم السياسية أكبر من أن يلقى خطابي هذا اهتمامكم ، ولكن الذي جرأني على الكتابة إلى مقامكم الكريم هو أني رأيت في المنام قبل يوم من عودتي أنكم قمتم بزيارتي في شقة في مدينة يلوا ، وقد حضرتم وحدكم بسيارة صغيرة متواضعة ، فسلمت علي ، ثم تحدثنا ساعة ، وهذا ما شجعني للكتابة لفخامتكم ، ولعل الله تعالى أن ينفع بخطابي هذا ، فقد صليت في جامع السلطان محمد الفاتح- رحمه الله - ثم دعوت الله وقلت : اللهم أعد لهذه البلاد عزها بالإسلام .


تقبل يا فخامة الرئيس تحياتي من مكة المكرمة ودمتم محفوظين بحفظ الله


د.عدنان حسن باحارث

20 / 6 /2012م