الصفحة الرئيسة @ الإستشارات @ @ المراهقة وكيفية التعامل معها . . .


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/4/1428
عدد القراء: 1434
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق
 المراهقة وكيفية التعامل معها . . .
 الاسم: ابو البراء
 الدولة: السعوديّة
استاذي الكريم . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . تحية طيبة لمربي فاضل :

استاذي اريد ان اضع بين يديك نقطتين :
1- لايخفى عليكم ان مراحل نمو الانسان منذ ان يكون نطفة الى انيصبح كهلاً متعددة والذي افهمه بعمومه شيخي الكريم ان لكل مرحلة خصائص ومواصفات نستطيع من خلالها ان نستخدم الاسلوب الامثل مع طبيعة المرحلة . . الاستفسار . . سيدي الفاضل :
مرحلةالمراهقة هي احد تلك المراحل التي يمر بها نمو الانسان . . من كوني معلماً ومع ذلك اباً اريد منكم توجيهنا بافضل الاساليب التي نتعامل بها مع ابنائنا وطلابنا وذلك لان كثير من الاباء وبعض المعلمين قد يكون في عدم مراعاته لمرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها يؤدي بذلك لان نفشل في تكوين علاقة ايجابية مما قد يؤدي لهؤلاء الشبيبة بالانحراف عن جادة الطريق سواء انحراف شهوات او شبهات
2- سيدي الفاضل . . من خلال احتكاكي
بشريحة الشباب منذ فترة وصلت الى قناعة ارغب ان اسمع رأيك فيها الا وهي ان البشباب في عصرنا الحديث عصر الانفتاح المعرفي والتقني هم بحاجة لاجواء ملئها العاطفة والاحترم للذات بكل مابه من مسالك شاذة غير مقبولة ومن ثم الصبر عليهم واستخدام الاسلوب الحواري للوصول الى مرحلة من الاقناع بين الطرفين . .
هذا الاسلوب يقابل بالرفض من شريحة اخرى ترى ترك الشباب يخوضون غمار الحياة بكل تقلباتها ومن ثم سوف يكونون لانفسهم حصانة ذاتية من الخبرات التراكمية التي مرت بهم
لن العصر الحديث هو عصر الاتصال بالآخر من خلال التقنية التي غوت ديار الاسلام ولا يمكن ابداً ابداً التحكم فيها
فبذلك نشبع رغباتهم ونحافظ على علاقة جيدة بهم في مستقبل الايام

استاذنا القدير هذه رؤى وعيرها تطرح في الساحة للوصول الى امثل الاساليب في التعامل مع شريحة الشباب
نرغب سماع رايكم وتوجيهكم الكريم

 رد المشرف
بسم الله الرحمن الرحيم
يمر الإنسان عبر حياته بعشر مراحل تقريباً، تبدأ بالمرحلة الجنينية، وتنتهي بمرحلة الهرم، ولكل مرحلة من هذه المراحل طبيعتها الخاصة، وحاجاتها التي لابد لها منها؛ ليحيا الإنسان سوياً صالحاً في المجتمع.
وحول مصطلح " المراهقة" أراك تستخدمه على طريقة غالب التربويين، حيث يعتبرون المراهقة مرحلة تبدأ بعد البلوغ مباشرة ، وهذا خطأ من الوجهة اللغوية، ومن الوجهة الفقهية ، فاللغويون ومعهم الشرعيون يجعلون المراهقة مرحلة قبل البلوغ بسنة أو سنتين، يتهيأ فيها الطفل لدخول سن التكليف، وما أن يبلغ حتى يُسمى- في التصور الإسلامي- شاباً.
وحول الاختلاف في معاملة الشاب (المراهق في مفهومك) فإني أعتقد أنه لا خلاف بينكم، فاستخدام أسلوب الحوار مهم للوصول إلى قناعة صحيحة، ينبني عليها بعد ذلك عمل، بشرط أن يكون المتحاور أهلاً للحوار، ومستعداً للإذعان للحق إذا تبين له، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإنه مهما كانت درجة نجاح الحوار، فإن الشاب في هذا الزمان لا يجد نفسه ملزماً تجاه أحد بشيء ، بل يرى أن من حقه الانطلاق بحرية، والاختيار بنفسه، حتى وإن كان هذا الاختيار معارضاً لأسرته أو للمجتمع، فهو سوف ينطلق – سواء اخترت أنت له هذا الحق أم لا – ولاشك أن انطلاقته هذه تحمل شيئاً من الحق، فهو مكلف شرعاً ، ومن حقه أن يختار لنفسه، ولكن الإشكالية في كونه لا يزال معتمداً في حاجاته على الأسرة، فتجد الأسرة من حقها ضبطه بضوابطها، وهذا لاشك من حقها، مادام يعيش في كنفها، لم يستقل بذاته ، ومن هنا ينشأ الصراع، أو ما يُسمى بالتمرد الأسري.
والذي اقترحه تعميق الحوار قد المستطاع بضوابطه وأخلاقياته، مع هامش من الحرية المنضبطة التي لابد منها، فإن الشاب في هذه المرحلة يجب أن يجرب مفاهيمه التي تلقاها في الطفولة، ويتأكد بنفسه منها، إلا أن هذه المحاولات التجريبية قد تعود عليه بالضرر إن لم يكن فطناً يعرف أين يقف.
أسأل الله للجميع التوفيق.