الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 59- الاستفادة من تعليم الفتاة في تحقيق الاستقرار السياسي
كما أن التربية تساعد على المحافظة على التراث، والترقي الاجتماعــي : فإنها من جهة أخرى تعمل – بصورة مباشرة وغير مباشرة – على دعم النظام السياسي في البلاد المسلمة، فمنذ القديم والدول تُسيِّس التعليم لتحقيق مصالحها السياسية، وما إن تقوم ثورة في بلد ما حتى تبدأ بتعديل نظام التعليم ليوافق مبادئها وأهدافها التي قامت من أجلها، فاختيار نظام تعليمي معين في بلد ما، هو اختيار في الحقيقة لطبيعة نظام الحياة فيها ؛ لأن نظام التعليم يستند – بالضرورة – على تصور فلسفي معين، تحميه قوى سياسية ضاربة، فالتربية من هذا المنطلق عمل سياسي من الدرجة الأولى, حتى وإن لم تشتغل بالشأن السياسي بصورة مباشرة .
ويستخدم السَّاسة – في العادة – الأثر الإيجابي لنظام التربية والتعليم لتحقيق أهدافهم في التمكين السياسي من خلال وسيلتين :
الأولى : اســتغلال تأثير التربية في تشكيـل أفراد المجتمـع وفق الأهـداف السياسية المنشودة .
الثانية : استغلال تأثير التربية في دمج فئات المجتمع بعضها في بعض، من خلال إزالة الفروق الطبقية بينهم، وتوحيد الرأي العام .
والفتاة – ضمن هذه المفاهيم – عضو في المجتمع تتأثر بنظامه التربوي السائد, الذي توجهه القوى السياسية، فتصبح بالتالي أداة تربوية لترسيخ أهداف النظام السياسي من خلال مهماتها الاجتماعية والتربوية المرتقبة .
ومن هنا فإن التعليم – من هذا المنطلق – لم يعد حكراً على فئة اجتماعية معينة ؛ بل عملية استثمارية تنموية شاملة لتوظيف رأس المال البشري– ذكوراً وإناثاً – في خدمة القوى السياسية في المجتمع الإسلامي .