الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية النفسية @ 2ـ ضرورة التربية الدينية لتحقيق الراحة النفسية


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1866
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

لقد " اتفق علماء الصحة النفسية المسلمون … على أن منهج الإسلام في الحياة رسالة في الصحة النفسية "، والسلامة العقلية، وأن " حياة التدين تساعد المؤمن على التمتع بالصحة العقلية، والسلامة النفسية، وتحميه من الإصابة بالأمراض النفسية العقلية "، وقد أيَّد هذا الاتفاق العديد من الدراسات الميدانية التي أسفرت عن وجود علاقة قوية بين الالتزام الديني من جهة، وبين كل من : الاعتدال في السمات الشخصية، والانبساط الاجتماعي، والإيجابية تجاه الآخرين، واحترام الذات، والشعور بالرضا عنها، إضافة إلى انخفاض مستوى السلوك الإجرامي في العموم عند الشخص المتدين من جهة أخرى، فقد ظَهَرَ " أن الشكل العام للصفحة النفسية للعينة ذات الاتجاه الديني المرتفع أميل إلى السواء من الشكل العام للصفحة النفسية للعينة ذات الاتجاه الديني المنخفض "، بل حتى المنحرفين من نزلاء الإصلاحيات فقد ثبت أن البرامج الإرشادية الموجهة إليهم كلما كانت مرتبطة بالدين كانت أكثر فائدة في تعديل سلوكهم، مما يدل على أن العامل الديني أساس ضروري ليس فقط للسلامة النفسية بل وحتى في الإصلاح وتحسين السلوك.

ويشمل المعيار الصحيح للصحة النفسية في التصور الإسلامي جانبين رئيسين لا بد من تحققهما حتى تحصل السلامة النفسية في أكمل صورها :

الأول : الجانب الباطن، وذلك من خلال صحة المعتقد القلبي في التَّصديق بأركان الإيمان الستة، وإلزاماتها الاعتقادية دون شك أو ارتياب.

الثاني :الجانب الظاهر : وذلك من خلال نوعي العبادة في منهج التربية الإسلامية : العبادة بمعناها الخاص ممثلة في الشعائر التعبدية التي تتصدرها أركان الإسلام الخمسة، والتي ثبت يقيناً أنها أعظم وسائل الصحة النفسية بعد سلامة العقيدة، والعبادة بمعناها العام الذي يشمل كل جوانب السلوك الإنساني الظاهر والباطن الموافق لمنهج الإسلام الحق، كما قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام:162].

ومن خلال تربية المسلم على هذين الجانبين : تحصل له التزكية الروحية، والتطهير القلبي من أدران الشوائب النفسية الموحشة، والخيالات العقلية المشوشة : فتستقر بذلك نفسه، وتسكن لذلك روحه، وتتحقق له الصحة النفسية كأفضل ما يكون.