الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الزوجية للفتاة @ 40ـ الوعي بطبائع النساء
جاء الإسلام في نظامه الاجتماعي بالأمر بمراعاة أحوال المرأة وطبيعتها، فمعظم النساء تسوء أخلاقهن خاصة أثناء الحمل، وبعد الولادة، وأثناء الدورة الشهرية؛ إذ يقل صبرهن، وتكثر مشاكلهن، لهذا يوطن الرجل نفسه - خاصة في هذه الفترات - على أن لا ينجرف مع ما يراه أو يسمعه من إحداهن من ألفاظ غير لائقة أو جفاء في المعاملة خاصة إن لم يكن ذلك السلوك من طبيعتها وسجيتها إنما هو طارئ عليها، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام : (( لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) . أي أن فيها محاسن أخرى، وإن ظهر في بعض تصرفاتها سوء أدب، فلا بد من النظر دائماً إلى المحاسن والمساوئ، والموازنة بينهما .
كما أن الحياة مع النساء في العادة لا تستقيم على وتيرة واحدة، فإن فيهن شيئاً من العوج، ولا بد أن يكون في طبيعتهن هذا العوج، يقول عليه الصلاة والسلام مبيناً هذه المسألة الطبيعية في خلقتهن : (( إن النساء خلقن من ضلع لا يستقمن على خليقة إن تقمها تكسرها، وإن تتركها تستمتع بها وفيها عوج )) ، فمن الخطأ اعتقاد الزوج إمكانية استقامة المرأة على أسلوب واحد في الحياة لا تحيد عنه، فإن هذا من سوء الفهم لطبيعة النساء . والرسول r كان يعاني أحياناً من زوجاته، وربما غضبت إحداهن عليه، فيصبر عليها حتى اضطر مرة لهجر بعضهن أربعين يوماً . تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : " قال لي رسول الله r : إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى . قالت فقلت : ومن أين تعرف ذلك ؟ قال : أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين : لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت : لا ورب إبراهيم . وفي هذا الحديث دلالة واضحة على عموم وقوع النساء في سوء الخلق مع تفاوت بينهن، فإذا وقع شيء من ذلك لرسول الله r من زوجاته الطاهرات، فإن غيره من الرجال وغيرهن من النساء أولى بأن يحدث بينهم سوء تعامل، ونشوز، وغير ذلك من سوء الخلق، والذي يُوصى به الزوج هو التبصر والتريث، وأخذ الأمور بالروية والتدبر دون عجلة .