الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية السياسية للفتاة @ 11ـ طريق المرأة للتفوق السياسي


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 2502
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن طريق الأنثى الوحيد للممارسة السياسية المتفوقة: أن تتخلص مما هي به أنثى، وأن تتلبَّس بما يجعلها رجلاً؛ فإن قدراً من الاسترجال ضروري للعمل السياسي؛ لأن السياسة نوع من القوامة الاجتماعية، والقوامة طبع خاص بالرجال لفظاً ومعنىً، لا يمكن أن تنفك عنهم بحال، حتى عند أحقر مراتب الرجال، وأعلى مقامات النساء ، يقابلها في سلوك الإناث صفة الخضوع، التي لا تسمح- غالباً- بالانفراد والاستقلال اللذين يتطلبهما النبوغ في العمل السياسي. فلابد حتى تتفوق المرأة سياسياً أن تتخلص من تبعات الأنوثة: كخدمة الزوج، ومتطلبات الأسرة، وأن تتخفف من الإنجاب، وأن تنازع الرجل في سلطانه، وما هو به رجل؛ بحيث تسترجل في سلوكها: فتعمل عملهم، وتتخلَّق بأخلاقهم- كما هو حال كثير من النساء السياسيات في القديم والحديث- فلا تكون فراشاً للرجل، وبالتالي لا تأسرها خدمة النوع ورعاية النسل؛ فإن حجم تخفُّفها من الأسرة وتبعاتها يتلازم بصورة إيجابية مع حسن أدائها السياسي. فإن الرجل يكون مُعيلاً فيختلط عليه أمره، فكيف بالمرأة؟ ولهذا استنكرت بلقيس ملكة اليمن على نبي الله سليمان عليه السلام تزويجها، وقالت: "ومثلي ينكح، وقد كان لي من الملك والسلطان ما كان؟"، فوضعها لا يسمح لها بالزواج.  وقد صرحت أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بأنها لو كانت متزوجة ما استطاعت أن تصل إلى هذا المنصب، كما أن كنداليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية هي الأخرى غير متزوجة. !!

وكأن النشاط النسائي العام يستلزم التنكر للوظيفة التناسلية، فإذا ما رامت إحداهن أن تجمع بين المهمتين بشيء من التفوق؛ بحيث تقوم بمسؤولية الزوجة والأم، في الوقت نفسه الذي تتبنى فيه العمل السياسي: فإن التمزق السلوكي بين المسؤوليتين، والتناحر الفطري بين المهمتين هو مصيرها المحتوم.

ومن هنا فإن الضابط الأنثوي يمنع المرأة ابتداء من خوض هذه المفازة الذكورية، فيحدُّ من تطلعها السياسي، ويُلفتها إلى الدور الأسري، وخدمة النوع للحفاظ على طبيعتها الفطرية، وكيانها الأنثوي من التصدع والتنازع الذي تفرضه طبيعة السلوك السياسي.