الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الفنية للفتاة @ 6ـ اللمسة الجمالية في عمل الفتاة الفني


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 2502
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

المقصود بالجمال هو: "التناسب بين أجزاء الهيئات المركبة، سواء أكان ذلك في الماديات أم في المعقولات، وفي الحقائق أم في الخيالات"؛ بحيث يحمل إنتاج الفتاة اليدوي– أياً كان– صفة الجمال السَّار للنفس، والذي يبدو تلقائياً دون تكلف؛ فإن "الإحساس بالجمال أمر فطري أصيل في جبلَّة الإنسان، فالإعجاب به دائم، والميل إليه طبيعة في النفس، تهفو إليه حيث وُجد، وتشتاقه إذا غاب"، وهو مع هذا ظاهرة كونية تدخل في بناء كل موجود، إلا انه عنصر معنوي لا يقوم بذاته؛ إنما يُلحظ من خلال المبتكرات والمصنوعات. ومن هنا تظهر العلاقة بين الجمال والفن، فإن وظيفة الفن الأولى: صنع الجمال، الذي يتخذ من أنواع الفنون المختلفة ميداناً عملياً لظهوره، فيكون طابع الجمال الفني محصِّلة تفاعل الإتقان والإحساس من جهة،مع سلامة الهدف وحسن المقصد من جهة أخرى . فلا يدخل – بناء على هذا المفهوم – العمل الإنتاجي المشوَّه في إخراجه وهدفه ضمن معايير الجمال الفني،حتى وإن سُمِّي عند بعضهم فناً، فإن عناصر الفن من: الدقة والمهارة، والتنظيم والتنسيق، وحسن الإخراج، مع الموهبة والإبداع: ضرورية لصنع الجمال في مفهوم الفن الإسلامي، وهذا الوصف– في الجملة– لا تصل إليه الفتاة إلا من خلال معاناة التجربة والتدريب، وقدْر مناسب من الثقافة العلمية والفنية.

ولا يُفهم مما تقدم دفع الفتاة نحو " الولع الشديد، أو المنحرف بمظاهر الجمال"، فإن صنع الجمال – وإن كان مقصوداً– ليس هو وظيفة الإنسان التي وُجد من أجلها؛ إنما هو وسيلة لما وراء ذلك من الأهداف الكبرى. فلا ينبغي أن تنساق الفتاة بإفراط نحو صنع الجمال إلى درجة الهوس الذي تضيع فيه أوقاتها، وتخسر فيه أموالها، فإن الاعتدال في كل الأمور: هو منهج الإسلام التربوي دائماً، والفنون الجميلة – في العموم– "إذا احتلت في حياة أمة مكانة أعلى مما ينبغي: لكان ذلك حتماً على حساب حياتها الجادة؛ ولذا فإن مآل تلك الأمة إلى الفناء السريع".