الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية النفسية للفتاة @ 17ـ شعور الفتاة بالنجاح والإنجاز
من الحاجات النفسية المستقرة: الرغبة في النجاح والإنجاز، والخوف من الانهزام والإخفاق، خاصة فيما يتصل بأداء الشباب الأكاديمي، فإن الرسوب، أو الخوف من احتمال وقوعه قد يؤدي بالشباب إلى اضطرابات نفسية، خاصة عند الفتيات منهم، فهن أكثر إحساساً بألم الرسوب؛ لهذا يتأثرن بقلق الامتحانات أكثر من الذكور، ويعانين شيئاً من عدم التكيف للعمل المدرسي، هذا رغم أن مستوى الدافعية عندهن أخفض منه عند الذكور، كما دلَّ على ذلك أغلب الدراسات، إلا أنهن -مع ذلك- يرغبن في النجاح والإنجاز حتى وإن كانت دوافعهن أقلَّ مما هو عند الذكور؛ بل إن بعض الدراسات -وإن كانت نادرة- أشارت بالفعل إلى تفوق بعضهن على الذكور في الرغبة في النجاح والإنجاز؛ وذلك لأن الاستحواذ على المعرفة -في حد ذاته- متعة عظيمة تفوق في متعتها كثيراً من ملاذ الحياة الدنيا.
ومن هذا المنطلق النفسي عند الفتيات: فإن من الضروري إتاحة فرص النجاح لهن بصورة عامة، بما في ذلك النجاح في المجال الأكاديمي، حتى وإن صاحب ذلك شيء يسير من قلق الامتحانات، فإن القليل منه له نتائج إيجابية على العملية التعليمية، لاسيما في ظروف طبيعة نظام التعليم المرحلي، الذي يتطلب الانتقال من مرحلة إلى أخرى بصورة مستمرة.
وعلى الفتاة أن تعلم أن النجاح الأكاديمي في أي مادة دراسية متاح لها، ما دامت مجتهدة مثابرة، فإن عجزت عن بعضها وأخفقت، فإن نجاحها في غيرها من المواد يجبُر إخفاقها، ويخفِّف من انكسار نفسها، كما أن ثقتها بنفسها عامل رئيس ومهم في نجاحها وتفوقها، أكثر من مجرَّد ارتفاع مستوى ذكائها، فليس الذكاء دائماً وسيلة النجاح والتفوق.