الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية النفسية للفتاة @ 5ـ المحافظة على الفتاة من الإصابة بالأمراض النفسية


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/8/1427
عدد القراء: 2419
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن نسبة كبيرة من الشقاء الإنساني يرتبط بمعاناة المرض النفسي، والشباب من الجنسين يستحوذ على النصيب الأكبر من هذه المعاناة وآلامها، خاصة في هذا العصر الذي امتلأ قلقاً وتوتراً على المستويين الفردي والجماعي، بسبب المتغيرات الكثيرة التي طرأت على حياة الإنسان المعاصر، فأثرت على نفسه وعقله، حتى صحَّت تسمية هذا العصر بعصر القلق، حتى إن شخصاً من كل عشرين فرداً في الولايات المتحدة لا بد أن يقضي جزءاً من حياته في بعض المصحاَّت العقلية، فلم يعد مستهجناً ربط الحضارة المادية المعاصرة بالأمراض والمعاناة النفسية المتزايدة.

ولما كانت نفس أنثى الإنسان أضعف - في العموم - من نفس الذكر، وقدرتها على تحمل الضغوط أقل؛ فإن المشكلات النفسية أكثر المشكلات سيطرة في حياة الفتاة، وأعمقها تأثيراً في كيانها من جهة الكمّ، ومن جهة الكيف، وقد أكدَّت نتائج دراسات سابقة كثيرة ارتفاع معاناة الإناث النفسية أكثر من الذكور، فالخوف - مثلاً- ينتشر بين الإناث بصورة أكبر من انتشاره بين الذكور، بل إن بعض الأمراض النفسية الشائعة أصبحت حكراً على الإناث، ولاسيما الاكتئاب، فقد دلَّت العديد من الدراسات على ارتفاع معدلاته عندهن بصورة ملحوظة تفوق معدلاته عند الذكور؛ ففي الوقت الذي تتساوى فيه معدلات الاكتئاب بين الجنسين في الطفولة المتأخرة: ترتفع معدلاته عند الإناث بعد البلوغ، وبصورة خاصة في السنتين الأوليين من البلوغ، ومن المعلوم أن هناك علاقة بين الجريمة وبعض الأمراض النفسية؛ لهذا فإن من الضروري - والحالة النفسية المعاصرة هذه- تجنيب الفتاة المسلمة الإصابة بالأمراض النفسية المزمنة، واتخاذ الوسائل الصحية لتحقيق ذلك، والمحافظة على طاقاتها النفسية من التبدد والانحراف، وحشدها للقيام بواجباتها الشرعية تجاه ربها، ثم تجاه خدمة النوع، ورعاية النشء.