الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 47ـ تحذير الأسرة من إعاقة مواهب الفتاة العقلية
وكما أن المجتمع كمؤسسة كبرى يمكن أن يمارس الإعاقة لمواهب الفتاة العقلية, فإن الأسرة كمؤسسة اجتماعية صغيرة يمكن أن تكون هي الأخرى أداة إعاقة إذا تنكَّبت النهج الحق في أسلوب التربية العقلية, فهي أداة المجتمع ووسيلته إلى الأفراد, وقد "أثبتت الدراسات النفسية المختلفة وجود علاقة ارتباطية بين البيئة الأسرية, واستجابات الفرد المرتبطة بالعمليات العقلية المعرفية"؛ وذلك لأن كل وظيفة عقلية عند الفرد لها سمة اجتماعية ثقافية تنمو في كنفها ضمن نماذج النشاطات, والعلاقات, والاتصالات التي يصنعها الفرد ويمارسها ضمن ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
وقد ثبت تاريخياً, وواقعياً: أن للأسرة أثراً بالغاً في رفع مستوى البناء العلمي, وتفوقهم الدراسي، وانضباطهم السلوكي؛ فالأسرة التي تعيش في بحبوحة اقتصادية, وتحرص على تثقيف فتياتها, فتتابع تعليمهن باهتمام, وتُشجِّع تفوقهن العلمي, في غير إلحاحٍ مفرط, وحَدَبٍ مملٍّ: فإنهن ينشأن في الغالب متفوقات دراسياً, ومستهلكات لغالب طاقاتهن العقلية, ومواهبهن الربانية, وكذلك العكس في كل هذا صحيح من جهة وضع الأسرة الاقتصادي, وطبيعة الرعاية التعليمية الأسرية, كل ذلك له تأثيره البالغ في تنمية مواهب الفتاة وطاقاتها العقلية المختلفة.