الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 32ـ واقع إنتاج الإناث في العلوم الطبية


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/8/1427
عدد القراء: 2627
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

تشير بعض الدراسات العلمية إلى ميل الإناث إلى مجال الطب والتمريض، وربما يعود ذلك لطبيعتهن الفسيولوجية الميَّالة إلى الخدمة الاجتماعية، وقد أقرَّ الرسول r -في الزمن الأول- ممارسة بعض النساء للتمريض، خاصة في المعارك الإسلامية الأولى في عهد النبوة, وقد نُقل عبر التاريخ الإسلامي اشتغال بعضهن بالطب والتمريض، حتى قال عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنهم: "ما رأيت أحداً أعلم بالطب منها"، ورغم هذا الانفتاح العلمي للمرأة في هذا المجال الإنساني الحيوي: فإن "المتقنات لعلم الطب وأصوله كن قلَّة، ولعل سبب ذلك يعود إلى اندراج مهنة الطب في فروض الكفاية؛ لذا اكتفوا بذلك العدد القليل الذي قام بها من النساء، كما أن لمكانة المرأة في الإسلام دوراً كبيراً في انصرافها عن هذه المهنة، وذلك لشرف القرار في المنزل وعدم العمل"؛ ولهذا عندما يذكر الباحثون تراجم المشتهرين من المتفوقين في الطب في التاريخ الإسلامي لا يذكرون معهم من النساء واحدة، إلا أن يكون شذوذاً نادراً، بل وحتى في العصر الحديث -رغم الانفتاح العلمي وإثارة المرأة لحقوقها- لا يُذكرن بالبراعة والتفوق في هذا المجال، حتى إن قوائم أسماء المشتهرين بالطب لا تكاد تتسع لأكثر من امرأة واحدة أمام مئات من الأطباء الرجال، حتى إن جائزة "نوبل" في الطب لأكثر من ثمانين عاماً لم ينلها من النساء إلا ثلاث تقريباً، رغم أن أعداداً منهن ما زلن يتخرجن من الكليات الطبية منذ زمن، ويجتزن المقررات الدراسية بجدارة كما يجتازها أقرانهن من الطلاب الذكور.

إلى جانب أن جهودهن في مجال التأليف الطبي في القديم معدومة، حتى فيما يتعلق بأمراض النساء، أو الصيدلة، وأما ما نشر ويُنشر لهن في العصر الحديث فإنه قليل لا يمكن مقابلته بما صدر للرجال الأطباء من جهود بحثية، وإضافات علمية.