الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 28ـ التنافس الفكري بين الجنسين
إن الأصل في العلاقة بين الجنسين : هو التكامل والتعاون والتواصل ضمن ما شرعه الله تعالى من الأحكام, وليس الأصل بينهما التنافس والتسابق والمغالبة، كما تحاول بعض الجمعيات النسائية الموتورة تصويره في العلاقة بين الجنسين، بل إن الواقع يشهد أن فرص التنافس في الجنس الواحد أوسع وأكبر من فرص التنافس بين الجنسين، فإن اهتمامات النساء –في الجملة – تختلف اختلافاً بيِّناً عن اهتمامات الرجال، ولهذا كثيراً ما تكون القضية خاسرة لأحد الطرفين حين تعرض المسألة في صورة تنافس،فقضايا الزينة والتأنق واللباس من أوسع اهتمامات النساء في الجملة،في حين هي قليلة في الرجال، ومجالات البناء والعمارة والتوسع في الممتلكات من أوسع اهتمامات الرجال في الجملة، في حين هي قليلة في النساء، فلا يصح عقد المقابلات التنافسية بين اثنين مختلفي الاهتمامات، كالذي يقيم مباراة تنافسية بين فريق لكرة القدم مع فريق لكرة اليد!!.
ومع ضيق مجالات التنافس بين الجنسين يبقى المجال العقلي وما يتعلق به من الإنتاج الفكري ميداناً لشيء من إثارة التنافس بين الجنسين، ومع أن هذا الميدان أيضاً ليس مجالاً للتنافس بينهما؛ فإن المقابلات بين الجنسين في ميادين التشابه بينهما ليست في صالح الإناث, ومع ذلك فإن كثيراً من المثقفين يظنون أن إبداعات المرأة الفكرية ليست بعيدة في حجمها وقوتها عن إبداعات الرجل الفكرية، وهذا تصور خاطئ وفيه شيء من السطحية؛ فإن مقابلات إحصائية بسيطة بين حجم الإنتاج الفكري والحضور الثقافي بين الجنسين يكشف مدى الفارق الكبير بينهما لصالح الذكور، مما يعيد المسألة من جديد إلى نصابها، في رفض مبدأ التنافس بينهما، فالرجال والنساء ما خُلقوا ليتنافسوا، ويتعاركوا، وإنما خلقوا ليتعاونوا ويتكاملوا، فكل منهما يكمِّل الآخر.
اللهم وفقنا لما يرضيك، وألف بين قلوبنا، واصرف عنا الشر والفتن، وأصلح رجالنا ونساءنا، وأولادنا وبناتنا، إنك سميع مجيب.