الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 23ـ الفروق بين الجنسين في الإبداع والابتكار
رغم أن متوسط ذكاء الإناث يعادل -في الغالب- متوسط ذكاء الذكور؛ فإن التفوق المطلق الذي يصل إلى درجة الإبداع: قليل، أو نادر في الإناث حتى في الأعمال، والفنون التي ينشغلن بها، وتدخل ضمن نشاطهن، فقد يوجد في النساء متفوقات، كما يوجد في الذكور متفوقون، لكن من الصعوبة بمكان أن يوجد من النساء من تفوق كلَّ الرجال في أيِّ فنٍّ من الفنون، أو علم من العلوم، أو أداء عقلي، أو "الاحتفاظ بنفس المستويات الفكرية التي أقامها الرجال واحتفظوا بها"، فالسيدة عائشة رضي الله عنها رغم تفوقها المذهل في غالب علوم عصرها، وفرط ذكائها، وكمال نبوغها: فإنها -مع ذلك- لم تفق كلَّ الرجال في عصرها، حتى في القدرة على الحفظ التي برزت فيها كأحسن ما يكون، فقد سبقها في هذه القدرة بعض الأقران من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ويظهر من نتائج بعض الدراسات وجود علاقة قوية بين الإبداع بمستواه العالي وبين سمات الذكورة، فالشجاعة، والاستقلال الشخصي، والثقة بالنفس، وتوكيد الذات، والعدوانية، كلُّها سمات تغلب على طباع الذكور، في حين يتصف غالب المتفوقات من الإناث بالمسايرة الاجتماعية التي تتعارض -كما يظهر- مع سمات التفوق الإبداعي.
وعلى الرغم من تفوق الفتيات على كثير من الفتيان في التحصيل الدراسي -كما أشارت إلى ذلك العديد من الدراسات- إلا أن الإنجازات الكبرى، والإسهامات العلمية العظمى تبقى لصالح الذكور في غالب ميادين النشاط الإنساني، بل قد تُوجد ميادين علمية وعملية كاملة لا تتفوق فيها المرأة، ولا تصل حدَّ النبوغ، وما أن تُوجد عبقرية في ميدان ما إلا ويقابلها مئات العباقرة من الرجال، إضافة إلى أن متوسط عمر العباقرة من الرجال يتقدم إلى (39) سنة، في حين يتأخر متوسط عمر العبقريات من النساء إلى (56.5) سنة، مما يدل على أن النبوغ يتأخر عند المرأة العبقرية إلى سن اليأس، وهي السن التي ينقطع فيها عن المرأة الولد، فلا يبقى للمرأة العبقرية ما يستهلك طاقتها النفسية والعقلية والجسمية؛ لذا يظهر في هذا السن ونحوها تفوقها ونبوغها.