الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 18ـ الفروق بين الجنسين في النمو العقلي
يميل "ديكارت" إلى التساوي المطلق بين الناس في قدراتهم، ومواهبهم، وأدائهم العقلي، وربما ذهب البعض إلى أبعد من هذا؛ حيث جزم بالتفوق المطلق للعنصر النسائي، في الوقت الذي ثبت فيه اختلاف حجم الدماغ، بزيادة وزنه، وكثرة تلافيفه بين الذكور والإناث، لصالح الذكور، ولعل إثبات وجود الفروق يدخل ضمن إشارة الرسول r بنقصان العقل في عنصر النساء، فمع كون النمو العقلي عندهن أسرع منه عند الذكور، فإن توقف نموه عندهن أيضاً أبكر منه عند الذكور؛ فقد "لُوحظ بوجه عام أن البحوث التي أعطت نتائج إيجابية تؤكد أن البنات أفضل أداء من البنين في اختبارات ما قبل الدراسة، وأن البنين أفضل من البنات في مرحلة المراهقة وما بعدها"، مما يدل على أن الفروق العقلية بين الجنسين موجودة مهما حاول بعضهم تعديلها، أو التقليل من شأنها، يقول السيوطي عن طبائع النساء التي لاحظها: "إن معاملة النساء أصعب من معاملة الرجال؛ لأنهن أرق ديناً، وأضعف عقلاً، وأضيق خلقاً"، فإذا كان النقص من الطاعات - بسبب الحيض أو النفاس - نقصاً في الدين، فإن ردَّ غالب شهاداتهن: نقص في العقل؛ لأن ملاك الشهادة العقل، والنبي r قد صرَّح بذلك فقال: "وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن فشهادتكن، إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل"، وقد أشار فريق من الباحثين إلى أن المرأة الحامل ينكمش عندها حجم الدماغ، ولا يعود لحجمه الطبيعي إلا بعد أشهر من وضعها، وهذه الحال عند النساء كثيراً ما يرافقها شيء من ضعف في الذاكرة، وصعوبة في التذكُّر؛ ولهذا قال قاضي القضاة البغدادي المالكي، قاضي الديار المصرية: "كان يُقال: عقل امرأتين كاملتين حرَّتين: عقل رجل"، فلا يبعد -بناء على ذلك- أن تكون هذه الفروق راجعة إلى طبيعة النمو العقلي وحجم الدماغ، فإن اختلاف الدماغ بين الجنسين من جهة الحجم والوزن يتبع حجم الجسم، فأجسام الرجال غالباً ما تكون أضخم من أجسام النساء، فيتبع بالتالي حجم الدماغ حجم الجسم.
وهذه الفروق الفطرية غير المكتسبة لا تشين جنساً ولا ترفع آخر؛ لكونها خارج نطاق كسب الإنسان، وإنما يشين الإنسان أو يرفعه حجم التقوى في قلبه، وقدرته على ضبط سلوكه وفق تعاليم دينه، وهذه الفروق وُجدت بين الجنسين بناء على نوع وطبيعة الوظائف والمهام المناطة بكل جنس.