الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 5ـ مساعدة الفتاة على التفوق العلمي


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/8/1427
عدد القراء: 2737
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

يمكن هنا استعراض مجموعة من الوسائل المهمة لمساعدة الفتيات على التفوق العلمي:

منها: تقوى الله عز وجل، فهي رأس الأمر، وميدان المعرفة الحقيقي، فإن الله بفضله وعد من اتقاه بأن يعلمه، ويفتح عليه ما أغلق، كما قال سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، فإن العلم لا يحصل فقط بمجرَّد التعلم والجد في طلبه فحسب؛ بل إن النصيب العلمي الأكبر يحصل بما يفتحه الله على الطالب التَّقي من المعارف والعلوم، فبقدر التقوى يكون الفتح من الله تعالى، وبقدر ضعفها يكون فساد العقل وضعفه، وذهاب نوره، فلا بد أن تكون التقوى منطلق الفتاة الأساس نحو التعلم.

ومنها: رفع مستوى طموح الفتاة العلمي، الذي بدوره يدفع نحو زيادة التحصيل، فتزداد الفتاة بذلك نجاحاً يعود عليها بمزيد طموح من جديد، وأفضل وسيلة لرفع هذا الطموح عند الفتيات: تجنيبهن الهموم والغموم، والانفعالات والتوترات النفسية الشديدة التي تُعيق وظائف العقل، والتأكيد على حسن التوافق الاجتماعي، وسلامة علاقات الفتاة الأسرية، مع أهمية الربط بين تفوق الفتيات العلمي وانتمائهن الأسري، فإن هذه الطريقة تنجح في إغرائهن نحو مزيد من العطاء العلمي أكثر من نجاحها مع الذكور؛ لكونهن أرغب من الذكور في التوافق الأسري، والقبول الاجتماعي، وإخفاق الوالدين في التعبير عن مشاعر الرضا لتفوق الفتاة قد يدفعها إلى التخفي بقدراتها المتفوقة رغبة منها في كسب رضى من تحب من حولها؛ فإن كثيراً من الفتيات المتفوقات يُخفين قدراتهن المتفوقة، ويظهرن بقدرات متواضعة خوفاً من فقد القبول الاجتماعي؛ فإن المجتمع بطبعه لا يحبذ كثيراً تفوق الإناث، لا سيما أمام أقرانهن من الذكور.

ومنها: مراعاة طاقة الفتاة وقدراتها، وعدم الإكثار عليها، فإن الرفق بالمتعلم ضروري، وتحميله فوق طاقته مضرٌ به، فلا بأس بشيء من التجديد والترفيه المباح، "يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره إذا كلَّ شيء من ذلك، أو ضعف بتنزُّهٍ وتفرُّجٍ في المتنزهات بحيث يعود إلى حاله ولا يضيع عليه زمان، وكان بعض أكابر العلماء يجمع أصحابه في بعض أماكن التنزه في بعض أيام السنة، ويتمازحون  بما لا يضرهم في دين ولا عرض"، فلا بد أن يُراعى هذا الأدب التربوي في التعامل مع الفتاة المتعلمة، وأن تراعيه هي في نفسها، لا سيما في فترات الدورة الشهرية التي يقلُّ فيها عادة عطاؤها العلمي بصورة طبيعية، فلا ينبغي أن تشتد الفتاة مع نفسها، ولا يُشْتدَّ معها؛ "... فإن المُنْبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى"، كما قال رسول الله r .

ومنها: توجيه الفتاة لأفضل طرق التعلم، باختيار أفضل أوقات التحصيل والمراجعة والحفظ، والتخفُّف من الملهيات والمغريات أثناء الدراسة، والتدريب على طريقة التركيز، فإنها أهم من طول الوقت المخصص للدراسة، ومع هذا فلا بد من تحديد زمن معين للاطلاع دون انفتاح لا حدَّ له، ومحاولة معرفة محتويات المادة العلمية ككل قبل الخوض في تفصيلاتها، مع التأكيد على أسلوب التكرار؛ فإن الملكات المتفوقة لا تحصل إلا من خلال منهج التكرار للأفعال، حتى تصبح ملكة راسخة، وصفة ثابتة، وأفضل وسيلة مساعدة على التحصيل الدراسي وتقوية الذاكرة بعد توفيق الله تعالى للفتاة: قراءة القرآن، ومحاولة حفظه؛ وقد أثبتت بعض الدراسات أن الطلاب الذين يحفظون كتاب الله تعالى هم أكثر الطلاب تفوقاً في باقي المواد النظرية منها والتطبيقية، إلى جانب تأثيره الإيجابي على تحسين الناحية الأدبية عند الفتاة، مع ما في قراءته وحفظه من الفضل و الثواب العظيم.