الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الزوجية للفتاة @ 32ـ في الأزمات الزوجية


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/8/1427
عدد القراء: 2459
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

العلاقة الزوجية رباط وثيق، وميثاق غليظ، يربط بين الزوجين بأعظم وأشد عقد يمكن أن يقوم بين اثنين، ومع ذلك فقد يعتري هذه العلاقة القوية شيء من الضعف أو الفتور في بعض مراحل الحياة الزوجية، وكثيراً ما يتغلب الزوجان على مشاكلهما وينجحان في إعادة الحياة إلى طابعها الحسن، وقد يحصل منهما الإخفاق في حل المشكلات التي تطرأ عليهما، ويعزُّ عليهما الفراق، لودٍ بينهما قديم، أو قرابة يخافان عليها، أو أطفال صغار يضيعون بسبب الانفصال، فلا هما يستطيعان الفراق، ولا هما يُوفَّقان إلى حياة زوجية سعيدة .

فإذا وصلت الحياة الزوجية إلى مثل هذا الحدِّ حاول كل من الزوجين التأقلم معها، والتكيف بما لا يُخلُّ بصورة الزواج العامة وتماسك الأسرة، مع ما يتخلل مثل هذه الأسرة من المنغصات، والمنازعات من وقت لآخر .

فالزوج يحاول أن يُكمل نقص السعادة الزوجية بشيء من الأنشطة الثقافية أو الاجتماعية أو الرياضية يشبع من خلالها حاجته إلى السعادة، وكثيراً ما تظهر هذه الأنشطة وتُمارس خارج نطاق الأسرة، في صورة من صور البعد أو الهروب عن المنزل، بحيث يحاول الزوج تجنب المشاحنات مع زوجته من جهة، والتغافل عن مواجهة مشكلاته ومسؤولياته من جهة أخرى، فقد يجد أحدهم شيئاً من سلْوته مع أصدقاء له، يقضي معهم جلَّ وقته، أو ربما سافر من وقت إلى آخر بهدف البعد عن جو الأسرة المتوتر، أو ربما تكلَّف عملاً إضافياً في آخر النهار يُشغل به نفسه عن هموم المنزل ونكده، إلى غير ذلك من صور التأقلم مع الحياة الأسرية المتوترة .

والزوجة هي الأخرى تسعى للتأقلم والتكيف مع طبيعة حياتها المتوترة وبعد زوجها عنها من خلال انشغالها المفرط بشؤون المنزل، والحدب الشديد على الأطفال إلى حد الهلع، وربما انشغلت بزينتها وملابسها، وتوسعت في علاقاتها الاجتماعية، وربما عكفت على وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، ولا سيما الإنترنت إلى حد الإدمان، الذي ينذر بخطر تعرضها إلى هزات فكرية وسلوكية خطيرة .

وعند تحليل المشكلات الزوجية نجدها تدور حول أمرين مهمين :

الأول : مطالبة كل من الزوجين بحقوقه، مع تغافله عن واجباته، في حين لو قام كل منهما بواجباته لتحقق لهما معاً الحقوق المطلوبة .

الثاني : عدم الرضا بما قسم الله لهما سواء في السعة، أو الصحة، أوالجمال ونحوها مما هو قدرٌ قدره الله، وفرض علينا الرضا به، ولا شك أن من رضيَ بما قسم الله له فهو من أعبد الناس، وما لم يقتنع كل من الزوجين بحياته فإن نهاية المطاف إلى الشقاق أو الطلاق، وكلاهما مؤلم، فلا بد من الرضا مع أداء الحقوق وحسن العشرة، يقول محمد بن الحنفية رضي الله عنه : " ليس بحكيم من لم يُعاشر بالمعروف من لا يجدُ من معاشرته بُدَّاً، حتى يأتيه الله منه بالفرج أو المخرج " .