الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الزوجية للفتاة @ 28ـ الصبر على سوء خلق الزوجة


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/8/1427
عدد القراء: 5737
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

لقد جُبل النساء في العموم على شيء من الاعوجاج السلوكي في طباعهن الفطرية؛ ولعل ذلك لكونهن خلقن في الأصل من ضلع، والأصل في الضلع العوج، أي أنهن خلقن خلقاً فيه عوج؛ ولهذا جاءت وصية رسول الله r بالصبر على هذا العوج فيهن، والمداراة لهن، فقال : (( .. استوصوا بالنساء، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تُقيمه : كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً )) .

وأمر المولى U الجميع بمعاشرتهن بالمعروف، خاصة الرجال من الأزواج، فإنهم أكثر تلبساً بهذا الأمر من غيرهم، فقال U : { … وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلُ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [النساء:19]، فنُدب الرجال إلى التحمل، والصبر : رجاء أن يؤول الأمر إلى خير، مع شيء من الحكمة في معالجة سلوكهن " فالسياسة والخشونة : علاج الشر، والمطايبة والرحمة : علاج الضعف، فالطبيب الحاذق هو الذي يقدِّر العلاج بقدر الداء، فلينظر الرجل أولاً إلى أخلاقها بالتجربة، ثم ليعاملها بما يصلحها كما يقتضيه حالها "، فليس كل النساء على نظام واحد في السلوك، كما أن أسلوب التعامل معهن يختلف بحسب الحال من واحدة إلى أخرى .

ولما كان سلوك العوج عاماً في غالب النساء حتى إن الفضليات من زوجات النبي r لم يخرجن عن هذا الوصف في العموم، فإن رسول الله r كان يعاني منهن في بعض الأحيان شدة، فقد تهجره إحداهن يوماً حتى المساء، وربما أغلقت إحداهن الباب دونه بسبب شدة الغيرة، وربما تعاونت إحداهن مع الأخرى فتظاهرتا عليه حتى حرَّم على نفسه ما أحل الله له، ولربما نزعت إحداهن يدها من يده لشدة ما تجده في نفسها من الغضب، وربما اجتمعن حوله يتجادلن، ويتشاتمن حتى تعلو أصواتهن . كل هذه السلوكيات لم تدفع الرسول r إلى غير مزيد من الصبر، والمداراة، ومراعاة أحوالهن أخذاً بوصية جبريل عليه السلام: حيث كان يوصى بالنساء حتى ظن الرسول r أنه سوف ينزل تحريم طلاقهن.

ومازال النساء في كل الأزمان على نفس النهج، وما زال الرجال مطالبين دائماً بالصبر، والسياسة، والمداراة، وأخبار السلف في هذا المجال كثيرة . إلا أن الضابط الذي يُميِّز الصالحة من النساء دون غيرها : هو رجوعها إلى الحق بعد سكون الثورة الغضبية، واعترافها بالخطأ والاعتذار لمن له عليها حق دون استكبار أو عتو. ويظهر هذا الطبع الصالح في سلوك السيدة عائشة رضي الله عنها، في وقت صفائها حيث تقول معترفة بعظيم حبها وتعلقها بالرسول r : " أجل والله يا رسول الله r، ما أهجر إلا اسمك " .

إن على الرجال إدراك هذه القضية، وتوطين نفوسهم على الصبر، والمداراة، وعلى الزوجات ألا يتمادين مسترسلات في عمق طبائعهن، وأن يعدْن للحق إذا غفلن عنه، وغلب عليهن عوج الخلْقة، فإن الصالحة لا ترضى بغضب بعلها وهو ظالم، فكيف بها إن كانت ظالمة ؟ .