الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الزوجية للفتاة @ 20ـ المرأة وقوامة الرجل
ترفض بعض النساء قوامة الزوج على زوجته، ويسعيْن إلى المساواة في هذا الجانب، حيث يرين أن تقديم الزوج على زوجته في هذا الجانب فيه حيف بحقها وشخصيتها، في حين تنسى الزوجة أنها مقدمة على زوجها عند أولادها، فحقها عليهم ثلاثة أضعاف حقه عليهم، ومع ذلك لم نجد من الرجال من يستنكر تقديم الأمهات في البر على الآباء، فالمرأة حين تقدم زوجها للقوامة: يقدمها أولادها للبر، والرجل حين يقدم أمَّه للبر : تقدمه زوجته للقوامة؛ فالمسألة متوازنة، فليست المرأة متأخرة بصورة دائمة، وليس الرجل أيضاً متقدماً دائماً.
والعالم يتوجه في هذا العصر للتَّمكين للنساء, والسعي في مساواتهن بالرجال، ودعم اقتصادياتهن حتى يستغنين عن الرجال، ولا يُعرف عصر تمكن فيه النساء كما هو في هذا العصر.
والذي يظهر من واقع مجريات الحياة والأحداث أن الأمر سائر إلى مزيد من التمكين للنساء، ومع ذلك هل المرأة فعلاً استغنت عن الرجل وقوامته، بمعنى أنها لم تعد تفتقر إليه، إن المتأمل في حديث الصحيحين ومسند الإمام أحمد الذي أشار فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلَّة الرجال وكثرة النساء في آخر الزمان حتى يكون القيم على خمسين امرأة رجل واحد، وفي رواية إنهن يتبعنه، وفي أخرى أنهن يلذن به، ماذا يريد هذا العــدد الكبـير من النسـاء من رجل واحد ؟ وهنَّ بالضرورة أقوى منه في الجملة، وأقدر بكثرتهن على العمل والإنتاج، ومع ذلك يلحقن به، إنه السِّر الذي أودعه الله في الجنسين، الفطرة التي تجعل المرأة بصورة دائمة في حاجة إلى الرجل، تتبعه، وتعمل في ظله.