الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للفتاة @ 24ـ خطر الرياضة العنيفة على جسم الفتاة


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/8/1427
عدد القراء: 1716
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

لا تسمح الشريعة الإسلامية للمسلم أن يتصرف في بدنه إلا ضمن ما يوافق مقصد الشارع من المحافظة عليه ورعايته؛ فإن مهمات كبيرة: عبادية واقتصادية واجتماعية وغيرها  يقوم بها المسلم معتمداً فيها على قواه الجسدية , فلا يصح منه أن يكون سبباً - مباشراً أو غير مباشر - في إعاقة جسده عن القيام بالمهام والمسؤوليات التكليفية  المناطة به, ولعل هذه المحافظة تكون أبلغ في شأن الإناث؛ لطبيعة مسؤولياتهن الفطرية في الحمل والإنجاب, ورعاية النسل, وحاجتهن  -  في كثير من الأحوال -  إلى مزيد من الانضباط الحركي.

وضابط سلامة الفتاة الجسمي من الأضرار يعمل ليحقق للفتاة من خلال ممارسة النشاط الرياضي الحد الأدنى - على الأقل - من الصحة البدنية، من حيث: اعتدال القامة، وجودة البنْية، وارتفاع القدرة على المقاومة العضلية، وكفاءة أداء الأجهزة الجسمية، إلى جانب السلامة من الأمراض والعاهات المعطِّلة عن القيام بالواجبات، مع القدرة الفائقة على استفراغ مواد الجسم الزائدة واستهلاكها، فيتحقق من مجموع هذه الأهداف الصحية :مصلحة الفتاة الجسمية، التي من أجلها - في أصل الأمر - أقيمت أنشطتهن الرياضية، إلا أن هذه الأهداف الصحية للأنشطة الرياضية لا تتحقق للفتاة بكمالها إلا بشرطين مهمين :

الشرط الأول: اكتمال ظروف الممارسة الرياضية، من حيث : الاستمرار دون انقطاع  طويل ضمن أزمنة منتظمة ومتقاربة، مع أهمية التدرج الحركي من الأخف إلى الأشد، واعتدال حال المعدة من حيث الامتلاء والاختلاء، إلى جانب ضرورة مراعاة حالات التعب والإرهاق الجسمي التي عادة ما تصيب الفتاة النامية في سن البلوغ.

الشرط الثاني: صحة الوسيلة الرياضية، من حيث حسن اختيار اللعبة الرياضية النافعة، فإن وسائل الأنشطة الرياضية تنقسم إلى نوعين :

النوع الأول: ألعاب رياضية، وتشمل كل لعبة مشروعة تخدم - بصورة من الصور - الأهداف العامة لتربية الفتاة الصحية.

النوع الثاني: ألعاب مخاطرة، أو ما يُسمى بألعاب: "مغازلة الموت"، وتشمل كل لعبة عنيفة تحمل جانباً من المخاطرة بصحة الفتاة الجسمية، أو تُعيقها - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - عن أداء وظيفتها تجاه خدمة النوع الإنساني، ورعاية النسل؛ فإن مجرَّد الوثبة الشديدة يمكن أن تذهب ببكارة الفتاة العفيفة، فتقع في حرج اجتماعي، وضرر صحي، كما أن الحركة العنيفة يمكن أن تخل بانتظام الدورة الشهرية، وكميات سيلان الدماء الطبيعية، فضلاً عن أن الحركة العنيفة يمكن أن تسقط حملها من بطنها.

ورغم وضوح هذه المبادئ من الجهة النظرية : فإن الواقع العالمي المعاصر يشهد خوض كثير من النساء والفتيات في أعنف وأغلظ أنواع ألعاب المخاطرة جميعها دون استثناء، بما فيها : الملاكمة الوحشية، ومصارعة الثيران، وترويض الوحوش؛ بل وحتى المسابقة بالسيارات، والتنافس في حُسْن التحليق بالطائرات لم يكن بعيداً عن طموح كثير من الفتيات، وحتى من المسلمات؛ مما يهدد صحتهن العامة بالضرر، ويعرِّضهن للإخفاق في مسؤولياتهن الفطرية والاجتماعية المنوطة بأمثالهن من الإناث.

وعلى الرغم من أن القانون الوضعي يمنع من قصد إيذاء الخصم في غالب الألعاب الرياضية التنافسية؛ فإنه - مع ذلك - يسمح بإيقاع الأذى بالخصم في بعض الألعاب كالمصارعة والملاكمة، ويمنع من طلب القصاص بين اللاعبين رغم قصد الإيذاء،  وهذا لاشك ممنوع شرعاً؛ إذ إن حفظ النفس من الضرر مقصد أسمى من مقاصد الشريعة الإسلامية.