الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للفتاة @ 6ـ أهمية صحة الفتاة الجسمية لسلامة الإنجاب
إن أعظم مهمة تقوم بها الفتاة بعد عبادة ربها U : خدمة النوع الإنساني من خلال الإنجاب السليم، ورعاية النسل، فإن خير مراحل عمرها أوَّلُها حين تكون منتجة للذرية، وراعية لها.
ولما كان لأطوار الحمل والولادة متاعبها الجسمية المضنية، التي قد تؤدي ببعض الحوامل الضعيفات جسمياً إلى الموت، فليس أحد من إناث الحيوانات أكثر عرضة للموت عند الولادة من أنثى الإنسان، ولما كان الجنين يقضي شوطاً من نضجه الجسمي في بطن أمه، حيث يتأثر بكثير مما تتعاطاه من الماديات المحسوسة، أو المعنويات غير المحسوسة، ولما كانت الوراثة في العموم تقوم بدور رئيس في اللياقة البدنية، ولما كانت العناية بالطفولة مهمة نسوية شاقة: فإن رعاية الفتاة جسمياً ونفسياً، وتهيئتها صحياً لهذه المهمات والمسؤوليات الكبرى المتعلقة بها يُعد من أعظم أهداف التربية الصحية، ومن أهم مهماتها الجسمية، خاصة في هذا العصر الحديث الذي هبطت فيه مستويات الصحة الإنسانية عموماً، والصحة النسائية خصوصاً؛ بما يتعاطينه من المواد القبيحة المفسدة، والعادات القبيحة، والأعمال الجسمية المنهكة، التي جعلت مضاعفاتهن الجسمية أكثر في العموم من مضاعفات الذكور، رغم أنهن أكثر وعياً بالأمور الصحية من الذكور كما دلت على ذلك بعض الأبحاث العلمية.
إن هذا الوضع الصحي المتردي يتطلب جهوداً صحية مضاعفة، وعملاً متواصلاً للنهوض بمستويات الفتيات الصحية، وقدراتهن الجسمية حتى يتمكَّن من القيام بهذه المهام الإنسانية الجسيمة، التي لا يمكن أن يقوم بها غيرهن من النساء اليائسات أو الذكور، كما لا يمكن أن يستعاض عنهن بالآلة المبتكرة، مما يُحتِّم على منهج التربية الصحية رعايتهن، وكفايتهن لهذه المسؤوليات الإنسانية الفريدة.