الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للفتاة @ 5ـ علاقة الصحة الجسمية بجوانب شخصية الفتاة العامة


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/8/1427
عدد القراء: 1919
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

تدل البحوث العلمية على وجود علاقة بين مظهر الجسم ونوع الشخصية، فالشخصية القوية بجوانبها المختلفة يحملها في العادة جسمٌ صحيح: فالعقل الراجح، والوجدان المتزن، والعلاقات الاجتماعية الناجحة كل ذلك ينبعث من كيان إنساني سليم، فالجانب الخلقي في شخصية الفتاة تابع لمزاج بدنها، "فكلَّما كانت أخلاق النفس أحسن كان مزاج البدن أعدل، وكلَّما كان مزاج البدن أعدل كانت أخلاق النفس أحسن".

وكذلك في الجانب العقلي عند الفتاة: فإن العلاقة قوية بينه وبين نمو جسمها السليم، فالتعب "العقلي ناشئ في الغالب عن التعب الفيسيولوجي؛ لأنه مصحوب بتبدل حركات القلب، والتنفس، وازدياد الحرارة،  وتناقص القوة العضلية، وضعف مقاومة الجسد، وهبوط الحساسية اللمسية، وارتفاع الحدَّة، وقابلية الهيجان والغضب"، كل هذه المتغيرات الجسمية تؤثر في الأداء العقلي، بل وحتى نوع الغذاء الذي ينمو عليه الجسم، وطبيعة الجهد الجسمي الذي تقوم به الفتاة، وطريقة معيشتها في العموم كل ذلك له تأثيره البالغ في قوة أو ضعف جوانب أدائها العقلي.

وهذه العلاقة أيضاً منطبقة على الجانب النفسي عند الفتاة بصورة قد تكون أبلغ وأعظم: فإن تطورها النفسي السليم يخضع بصورة قوية لنمو جسمها الصحيح، فالآفات الجسدية، وتعَثُّرات النضج الفسيولوجي: من أعظم أسباب ظهور الشذوذات النفسية المتطرِّفة؛ بل إن مجرَّد تشوُّه يسير في شكل الفتاة الجسمي، أو استئصال جزء من أجزاء بدنها الظاهرة كفيل بأن يُحطِّم جانباً من كيانها النفسي، أو على الأقل يسوقها نحو الانعزال الاجتماعي المفرط، الذي يؤدي بالتالي إلى أنواع أخرى من المعاناة النفسية، والإخفاقات الاجتماعية، والشعور بالمنبوذية؛ فإن من الصعوبة بمكان أن تعزل الفتاة عواطفها، ومشاعرها عند تعاملها مع الناس عن حالتها الجسمية، ووضعها الصحي.

ومن هنا تظهر أهمية صحة الجسد، وفاعليته، ودوره المتلاحم مع الجوانب الأخرى من الشخصية الإنسانية، فلا بد أن تنال نصيبها من الصحة الجسمية الكافية، والكفيلة بنمو باقي جوانب شخصيتها الإنسانية بصورة صحيحة ومتكاملة.