الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للفتاة @ 4ـ حاجة الفتاة الفطرية للصحة الجسمية


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/8/1427
عدد القراء: 1783
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

رغم أن صحة البدن تُعد غاية من الغايات الإنسانية: فإن المرء بطبعه مجبول على صيانة ذاته، حيث يجد في نفسه قوة تنبعث من داخله تدفعه نحو المحافظة على نفسه، حتى إن هذه القوة الدافعة لتتضخم عند البعض لتصل إلى درجة الوسوسة المفرطة، أو ربما إلى حالة من المرض النفسي، خاصة عند المراهقين قبل بلوغهم، حيث يشعرون برعب شديد تجاه صحة أجسادهم، وبعد البلوغ يشعرون بخوف من تشوه أبدانهم النامية، حتى إن بعضهم يكره ذاته للتغيرات الجسمية، وتطورات النمو التي تنتابه.

ورغم اتحاد الجنسين في هذه المشاعر النفسية المؤلمة، فإنها أبلغ ما تكون عند الفتيات المتوجهات نحو اكتمال النمو الجسمي، حيث التغيرات المتعددة المصاحبة للنضج البدني، حتى إن بعضهن يصعب عليهن تصور أشكال أجسادهن بصورة صحيحة.

إن التربية الصحية للجانب الجسمي تلبي عند الفتاة النامية هذه الحاجة الفطرية تجاه الجسد في صورتها السوية، بحيث لا تتعارض مع طبيعتها الجبلِّية، بل تُؤكد عليها، وتُوصِّلها شرعياً بالنصوص المحكمة، إلى جانب تعليم الفتاة وسائل الصحة الجسمية، وشروطها الضرورية، وتدريبها عليها من خلال السلوك الفردي والجماعي، في البيت، والمدرسة، والمجتمع.