الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية للفتاة @ 1ـ طبيعة نمو الفتاة الجسمي


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/8/1427
عدد القراء: 3577
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

سلامة نمو الفتاة الشابة في هذه المرحلة من عمرها ضرورة لا بد منها، وتتضمن سلامة بدنها من كل عوارض النمو الجسمية، التي تؤثر على قيامها بوظائفها الجسمية بصورة صحيحة وكافية، ضمن مهامها الدينية والاجتماعية، في فترة العطاء والإنتاج الأنثوي، فيما بين البلوغ وحتى الثلاثين من العمر، والتي تعتبر فترة قمة الصحة والشباب؛ حيث يعتدل فيها الجسم بين الليونة واليبوسة، ويصبح أكثر حرارة ونشاطاً.

وتتلخص مظاهر النمو الجسمي عند الفتاة في ثورة بدنية شاملة نحو النضج والكمال، تشمل كل جزئيات الجسم، التي تُثيرها إفرازات الغدد الخاصة بالنمو، في الفترة من سن الثامنة حتى السادسة عشرة تقريباً من عمر الفتاة، بحيث تكون طفرة النمو الجسمي الكبرى عند سن الثانية عشرة تقريباً، وأول مظاهر البلوغ عند الفتاة تكون بظهور برعم الصدر، وأحياناً بظهور شعر العانة، ثم يظهر الشعر تحت الإبط، وشيء خفيف منه على الشفة العليا والذراعين، مع تغيُّر في نبرة الصوت نحو الانخفاض والعمق، فإذا بلغت الفتاة أقصى نموها الجسمي من جميع جوانبه حصل عندها الطمث كآخر مظهر من مظاهر النمو، وذلك في السابعة عشرة من عمرها كحد أقصى، حيث تبلغ في هذه السن اشُدَّها، وهي قبل طمثها تُعدُّ مراهقة، وقد يحصل لها الطمث قبل تمام نموها الجسمي، بعد ظهور بعض علامات البلوغ، وذلك يرجع إلى اختلاف طبائع الإناث، وبيئاتهن الاجتماعية.

ويَختلف نمو الفتيات الجسمي عن مثيله عند الذكور في تفوقهن ما بين (9-12) سنة في الطول والوزن، وحاسة اللمس، وسعة الحوض، وظهور علامات البلوغ، في حين يتفوق الذكور عليهن بعد الثانية عشرة في القوى البدنية، والعضلية، وضخامة الجسم، وحجم الدماغ.

ويصاحب مراحل نمو الفتيات الجسمي شيء من الشعور بالتعب، وسرعة الإرهاق البدني، وآلام في الرأس، والتهابات في الحلق؛ مما قد يعوقهن عن أداء بعض واجباتهن المدرسية والأسرية، وقد يُصاب بعضهن بشيء من ضعف التوازن الحركي، والشعور بالخوف من الحمل، والأمراض العضوية، والقضايا الجنسية، وأمور الحياة المستقبلية، إلى جانب القلق بصفة خاصة على مظاهر النمو التي تنتاب معالم الأنوثة عندهن؛ مما قد يسوق بعضهن إلى الانطواء الاجتماعي، وسرعة الغضب، والبكاء، والرغبة في تجاوز هذه المرحلة بسرعة وسلام، حتى إن بعضهن ربما مارست سلوك النساء الكبيرات رغبة منها في الخروج المبكر من حرج مرحلة النمو، كما أن البلوغ المبكر -الذي يُعدُّ تفوقاً محبوباً عند الذكور- يُزعج الفتاة، ويضعف توافقها مع القرينات ممن لم يبلغن مبلغها، فتعاني من ذلك شيئاً من سوء التكيف الاجتماعي.

إن هذه المظاهر الجسمية النامية، مع كونها مظاهر إنسانية عامة؛ فإنها من جهة السرعة عملية فردية نسبية، تختلف من شخص إلى آخر، ومن فتاة إلى أخرى، حيث تتأثر بنوع الوراثة، وجودة الغذاء، وطبيعة المناخ، ومع ذلك كلِّه فإن فترة النمو لا تدوم "لدى أي كائن حي المدة التي تستغرقها لدى الإنسان"، فهي مع كونها تُعد عند بعض الفتيات سريعة -مقابلة بغيرها من قريناتها- إلا أنها في العموم طويلة الأمد، فلا بد أن تراعي الفتاة طبيعة نموها، وتدرُّجه النمائي ضمن حدود ظروفها الفطرية، وطبيعة بيئتها المعيشيَّة، مع ضرورة حفِّ الفتاة النامية بالعاطفة الأبوية الحانية، والرعاية الأسرية الكاملة، والقبول الاجتماعي الذي يحقق لها قدراً من الرصيد النفسي الذي يساعدها على مواجهة هذه التغيرات الجسمية بصورة طبيعية مقبولة، دون توتر، أو قلق يُخلُّ بتوازنها السلوكي والعاطفي.