الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية للفتاة @ 13ـ ربط أحكام القرآن بالعقيدة في نفس الفتاة
إن ارتباط الأحكام بأصل العقيدة من وسائل تنمية الإيمان بالكتاب، إذ ترى الفتاة عند تطبيقها للأحكام الاتصال الوثيق بين العقيدة والنظم، بحيث تسوقها العقيدة إلى النظام، ويدلُّها النظام –بجزئياته المختلفة وأحكامه المتنوعة- على الجذور العقدية، فتكون كل التصورات والأحكام والتشريعات مرتبطة كل الارتباط بالمعتقدات، ومشوبة دائماً بالأصول الإيمانية، فعندما أمر الله تعالى المؤمنين بإقامة الحد على الزناة ربطه بالإيمان حتى يكون أحفز على الأخذ به، فقال U : {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النــور:2]، فربط I إقامة الحد بعقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر. وكذلك عند الحديث عن بعض أحكام الطلاق والواجب فيه قال I : {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق:5] فربط هذه الأحكام بأصل العقيدة أيضاً، وكذلك قوله r :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر...), فالعقيدة في كل الأحكام هي الأساس للتطبيق، والدافع للممارسة والعمل.
ومن هذا المنطلق لفهم أحكام الكتاب تلمس الفتاة المسلمة عند تطبيقها لأحكامه – في كل جزئية منه وكلية- ارتباطها الإيماني الوثيق بأصل العقيدة في الله تعالى، وصدور الأحكام عن الإرادة المطلقة للشارع الحكيم، مما يكون أبلغ، وأعمق في إقناعها بالتشريع ومن ثمَّ العمل به.
ثم إن تكرار الممارسة، وكذلك محاولة الاجتهاد في التطبيق: يساعدان على تقوية الإيمان بالكتاب من جهة، ويعينان على نمو فقه الكتاب من جهة أخرى حتى يصبح مُقْنعاً للعمل والممارسة؛ إذ لا يُتصور أن ينمو الفقه الإسلامي بعيداً عن ممارسته في واقع الحياة المعاصرة، وإنما يثمر من خلال إعماله في مجالات الحياة المختلفة، وآفاقها المتعددة ، والرجوع إليه في جميع الممارسات الحياتية اليومية، حتى يصبح جزءاً أصيلاً في حياة الأمة.