الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية للفتاة @ 11ـ تنمية شعور الفتاة بالرقابة الذاتية


معلومات
تاريخ الإضافة: 19/8/1427
عدد القراء: 2775
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن قناعة الفتاة بأن التكاليف في التصور الإسلامي: معاناة، وكدح وجهد، ومجانبة للراحة، وأنها رقابة دائمة على الجوارح والنوازع أمر ضروري لتربية الفتاة، هذا الإدراك للتكاليف مع القناعة التامة بالأحكام، كالتحريم والتحليل ونحوهما ضروري بحيث تصل هذه القناعة إلى الجذور القلبية عند الفتاة، فإن مجرد مخالفة الأمر مرة أو مرتين كاف للشعور بالإثم والندم إلى درجة لا تحتاج فيها الفتاة إلى رقابة الوالدين، أو غيرهما من المربين. وفي الجانب الآخر: لو كانت هذه المراقبة صارمة دون قناعة ذاتية داخلية، فإن الأمراض والأزمات النفسية ، والمعاناة قد تهدد الفتاة.

ومن هنا فإن إحياء ضمير الفتاة كاف للقيام بدور الرقابة عليها: فلا يُحتاج إلى كثير جهد في توجيهها، فإن الشعور بالإثم كاف للتأديب والردع. ثم إن راحة نفسها، واطمئنان قلبها بموافقتها ضميرها، واجتناب مخالفتها له يحمل للفتاة – في الجانب الآخر – قدراً كبيراً من التأييد والثواب. إلا أن الضمير لا يصل إلى درجة الفعالية المطلوبة إلا بالتدريب، فإن كلَّ شيء من قوى الإنسان المادية أو المعنوية تقوى بالمران، وتضعف بالإهمال ، فقوى البدن تقوى وتنمو بالرياضة، وقوى العقل تقوى وتنمو بالتأمل والاطلاع، وحل المشكلات، "والضمير في ذلك شأنه شأن البدن والعقل، يقوى بالتربية ويضعف بالإهمال، وتتمثل تقويته في صورة اتباع أوامره والخضوع لها، بحيث لا يخالف الإنسان صوت ضميره"، فإن وقع في المخالفة أثار الضمير الحي في النفس: الشعور بالندم، وبالتالي يدفعه هذا الشعور إلى شيء من الحماس الديني، والتوجه إلى الله تعالى، مما يدل على أن الضمير في حد ذاته ذخيرة تربوية عظيمة، ووسيلة فعَّالة لإحياء جانب الإيمان بالله تعالى في نفس الإنسان.