الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية @ 9ـ الهيئة الصحية للنوم المفيد
المقصود بالهيئة : حال الإنسان أثناء النوم من جهة: الطهارة الكاملة- من الحدثين الأصغر والأكبر- الباعثة على صفاء النفس، وانشراح الصدر، ومن جهة الذكر والدعاء الصَّارف للوساوس الشيطانية، والهواجس النفسية، ومن جهة صفة الاضطجاع أيضاً، فقد اختار الرسول r لنفسه النوم على الشق الأيمن، وكره للرجل النوم على البطن، وكره السلف للمرأة خاصة الاستلقاء على الظهر، حتى قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لأمَته: "لا تدعين بناتي ينمن مستلقيات على ظهورهن، فإن الشيطان يظلُّ يطمع ما دمن كذلك".
وأما باب النية في النوم، فإنها من أوسع أبواب الخير التي يرجوها المسلم، ومن أحسن ما يتهيأ به للنوم؛ حتى ينال مع لذة نومه أجراً وثواباً، فقد كان السلف لا يفرقون في اكتساب الأجر بين أعلى درجات العبادة، وبين أعظم الملذات المباحة، حتى قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: " أما أنا فأقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي"، يعني من الأجر والثواب.
ومن خلال هذه العوامل الأربعة يمكن للمسلم -ذكراً كان أو أنثى- أن يستمتع منتفعاً بنومه في أكمل صورة ممكنة، وهو بقدر ما يُخلُّ بشيء منها: بقدر ما يفقد من كمال انتفاعه، ويُنقص من درجة استمتاعه.