الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية @ 8ـ النوم العميق وأهميته للصحة


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1767
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

عامل العمق هو أشد فترات النوم وأسكنها، وهو ما يُسمَّى بالتسبيخ،حيث تستحوذ حالة النوم على جسم الإنسان وأجهزته العصبية، وتمتلكُ النفسَ وقواها الإرادية، ويحصل من جرَّاء ذلك الاسترخاء الكامل، الذي يخرج صاحبه عن تبعات التكليف. وهذه الحالة أنفع فترات النوم، وأكثرها فائدة لصحة البدن؛ حيث تُساهم بصورة فعالة في بناء النشاط الجسمي، وتأهيله للعمل من جديد، وعادة ما تكون هذه الحالة من النوم العميق في الساعات الثلاث الأولى من فترة النوم، وأما أقل فترات النوم نفعاً للبدن: فترات النوم الحالم، التي تكثر فيها الأحلام المنامية، حيث تستهلك نصف زمن النوم تقريباً،وعادة ما تكون قريبة من حال اليقظة؛ لما فيها من النشاط الفكري الذي يُسهم بصورة إيجابية في استرداد النشاط العقلي، أكثر من إسهامه في بناء القوى البدينة، وهذا النوع من النوم مهم للصحة النفسية، ونقصانه مضر بالفرد؛ ولهذا تزيد ساعات النوم الحالم عند الذين يُحرمون منه حين تُتاح لهم فرصة جديدة للنوم، كما تزيد بزيادة ساعات النوم عموماً وتنقص بنقصها، إلا أنه يبقى للنوم العميق أهميته الكبرى في بناء قوى الإنسان البدنية.

ومن هنا يصبح من المنطق توجيه المسلم لاتخاذ الأسباب المؤدية إلى زيادة فترات النوم العميق، ولعل من أنفع وسائله إلى ذلك: أن ينام عند شعوره بالنعاس وحاجته إلى النوم، فيقبل عليه بمزاج هادئ معتدل، بعد انهضام الطعام، متجنباً- في ذلك- المواد النشوية الدسمة، والمثيرات الصوتية والحسية المزعجة؛ فإن طبيعة حاله قبل النوم، وما يحتف به أثناء النوم من مثيرات: لهما تأثيرهما البالغ في مقدار عمق النوم، وطول فترة الأحلام، ونوع مضامينها، ولما كانت الفتيات- عموماً- بعد البلوغ أكثر أحلاماً من الفتيان، فإن أشد ما يُعكِّر على الفتاة أخذ راحتها في النوم: الأحلام المزعجة، بما تحمله من الموضوعات المخيفة والمثيرة والمشوِّشة، التي تغلب عادة على مضامين رؤآها؛ حيث يدخلها الشيطان بوسوسته، فيتلاعب بالفتاة في منامها بأهوال مزعجة، وتشويشات منغِّصة، تُفسد على الفتاة عمق نومها، إضافة إلى الضجيج الذي أصبح جزءاً من حياة الإنسان المعاصر؛ "إذ لم يحدث قط في تاريخ البشرية أن استقبلت شعيرات السمع من ألوان الضجيج المختلفة في تعددها مثل ما تستقبله في هذا العصر"،فلابد أن يتخذ الإنسان التدابير والأسباب الواقية من مُعكِّرات النوم، بما يحقق له  فترة أطول ضمن النوم العميق النافع للبدن، ولا تفُوته- في الوقت نفسه- حاجته المناسبة من النوم الحالم المنشِّط للنفس والعقل.