الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية @ 7ـ أهمية عامل الوقت للنوم الصحي


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1965
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

ويقصد بعامل الوقت: زمن حصول النوم، بحيث يكون غالب موقع النوم في الليل دون النهار؛ لكونه أنفع للبدن، إلا أن يكون شيئاً يسيراً وقت القيلولة للحاجة، فإن السلف كانوا يكرهون النوم بالنهار، خاصة بين الفجر وشروق الشمس؛ لما فيه من المضار الصحية والكسل، وفوات دعوة الرسول r:"اللهم بارك لأمتي في بكورها"، فقد كان هشام بن عبد الملك يقول لأولاده: "لا تصطبحوا بالنوم؛ فإنه شؤم ونكد".

وتُعد حالات الأرق الليلي أشد ما ينغِّص على الإنسان أخذ حقه الكافي من النوم في ساعات الليل، فإن الأرق من أوسع أنواع اضطرابات النوم شيوعاً بين الناس، خاصة بين النساء، وهو مع ذلك من أكثرها ضرراً بالصحة العامة، وغالباً ما ترجع أسبابه إلى معاناة اجتماعية مؤلمة، أو مشكلات نفسية مزعجة،أو رواسب إعلامية مثيرة، أو آمال مستقبلية مُشْغلة، فإن لم يكن شيء من هذا فغالباً ما يكون الأرق بسبب النوم في النهار، أو وجود عامل مقلق من حر، أو ضوء، أو سوء هضم، أو ضوضاء ونحو ذلك. وسبب واحد من هذه الأسباب كاف لإقلاق الشخص ساعات طويلة دون نوم؛ فإن أي اضطراب نفسي لابد أن ينعكس سلباً على النوم، وقد يساعد على هذا وجود الكهرباء التي أغنت أهل السَّهر عن ضوء النهار، وطبيعة نظام الحياة الحديثة التي "لا تعترف بجعل النهار للسعي، والليل للنوم، فإنها في يقظة دائمة من خلال وسائل الاتصال، ووسائل المواصلات، والخدمات الطبية، والشرطة، وغيرها من المرافق التي لا تعترف بالليل وقتاً للنوم".

إن على الإنسان أن يدرك " أن الآلية التي يتم بها النوم آلية معقدة، ولم تُكْشف أسرارها النهائية حتى الآن"، وحاجته للنوم الكافي ضرورة صحية ملحة لمتابعة مسيرة الحياة، وفرض ذلك من خلال العقاقير الطبية لا يزيده إلا سوءاً، وربما أدمن عليها، وقد ثبت أن الأقراص المنوِّمة يكثر استعمالها بين النساء في منتصف أعمارهن، وعند المترفين من الأغنياء، والحلُّ الصحيح للمشكلة يكون بإزالة أسبابها، والسعي الحثيث في عدم استفحالها، مع حسن التوكل على الله تعالى، وتمام الثقة به؛ فإنها من أعظم وسائل الاسترخاء العصبي، إلى جانب الإكثار عند إرادة النوم من ذكر أمور الآخرة، فإن فاطمة بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما تقول: " شكوت إلى محمد بن علي كثرة السهر والفكر، فقال: اجعلي سهرك وفكرك في ذكر الموت، قالت : ففعلت، فذهب عني السهر والفكر".

وإضافة إلى كل هذا : ضرورة الاعتياد على النوم المبكر ليلاً، فإنه أفضل صحياً ونفسياً، بحيث يتكلف المسلم ذلك تكلفاً حتى يصبح طبعاً له، فإن العادة إذا استحكمت كانت كالطبيعة للإنسان، تعمل عملها في  حفظ الصحة؛ فإن اضطراب أوقات النوم عامل من عوامل القلق، وأكثر الشكوى تأتي من جهة صعوبة الدخول في النوم، ورغم اتساع مشكلات اضطرابات النوم فإنها في النساء أكثر، وقد ثبت عن رسول الله r  أنه كره السَّهر بعد العشاء الآخرة لغير حاجة، وذمَّ الإفراط فيه ولو كان في عبادة. فلابد أن يراعي المسلم ذلك حتى يحصل له الانتفاع الكامل من ساعات نومه اليومية.