الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجسمية @ 2ـ العناية بصحة الإنسان الجسمية


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1565
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

من أصول الشريعة وضرورياتها المحافظة على ذات الإنسان روحاً وجسداً؛ لأن الجسد مرْكَبٌ لقوى الإنسان الباطنة، فلا يصح لأحد أن يتعدى على نفسه بالضرر، وحتى من صاحبها نفسه؛ فقد قال الرسول e : ((… لجسدك عليك حقاً ))، وقد ثبت يقيناً أن هناك علاقة قوية بين صحة الجسد من جهة، وبين العمليات العقلية المختلفة من جهة أخرى، فقد قال الحكماء : " الخلق المعتدل، والبُنية المتناسبة : دليل على قوة العقل، وجودة الفطنة "، فالحاجات العليا في الإنسان ممثلة في مختلف العمليات العقلية لا يمكن أن تعبِّرعن نفسها بصورة صحيحة متكاملة ما لم تُشبع أولويات حاجات الإنسان الجسدية الأساسية، كما أن للنشاط العقلي المُفْرط قوة تأثيرية يمكن أن تضرَّ بالجسد الضعيف، وتفتك به.

إن أعظم قوى البدن أهمية لتنمية مواهب الإنسان العقلية هي الحواس؛ لأنها وسائل المعرفة، ومعبرها الوحيد إلى العقل، فإن التفكير يعتمد على مصدرين للمعرفة، الأول : غيبي مصدره الوحي، والثاني : مُشاهد معْبره الحواس، فالعقل لا يولِّد المعارف من عنده؛ إنما يستمد من العالم المحيط به بواسطة الحواس المادة العلمية التي تقوم عليها معرفته العقلية، وتفاعلاته الذهنية، فالحواس روافد العقل من المعرفة، فإن عجزت أو ضعفت عن ذلك، قلَّت بقدر ضعفها وعجزها معارف الإنسان وعلومه.

ومن هنا تظهر أهمية الرعاية الصحية العامة لقوى الإنسان الجسمية، والرعاية الصحية الخاصة لقوى الحواس : السمع، والبصر، واللمس، والذوق، والشم؛ لكونها روافد معرفة الإنسان لعالم الشهادة، وبالتالي هي وسيلته لنمو مواهبه العقلية، وازدهار ملكاته الذهنية التي خصَّه الله تعالى بها.