الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية @ 25ـ واجب معلم مواد التربية الإسلامية وصفاته


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 5648
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

مواد التربية الإسلامية تختلف عن غيرها من المواد الدراسية في كونها هداية وإرشاداً، ونوراً ودليلاً إلى الله U. فلا يجوز في حقها النسيان، أو الإهمال، أو عدم التطبيق. فهي ليست مجرد علم تُشغل به الأذهان، أو معرفة علمية تُمتع بها العقول. بل هي حجة الله على عبيده، ألزمهم بها، وأمرهم بأن يأخذوها بقوة. ومدار التربية الإسلامية، وقاعدتها، ومحورها، ومصدرها الأساس هو القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن هنا كانت مكانتهما مرموقة وعظيمة.

لهذا كان من اللازم والواجب أن تحظى مواد التربية الإسلامية بالأولوية في التعليم، وأن يُعطى لها ما يكفيها من الحصص الدراسية، وأن يكون الاهتمام بها أكثر من الاهتمام بغيرها من المواد، ولكن الواقع في كثير من البلاد الإسلامية يشهد بغير هذا إذ أعطيت في بعض هذه البلاد أقل نسبة من الحصص، ولم تُدرج علاماتها في المعدلات العامة للطلاب، ولا تشكل موادها أهمية في نجاح الطالب أورسوبه. وهذا مؤشر خطير ينذر بخروج أجيال من أبناء المسلمين جاهلة بالدين، معرضة عنه.

وهذا الواقع لا يعفي المعلم المؤمن، المقدِّر لمسؤوليته في التربية والتوجيه من استغلال الفرص اليسيرة، وحصص التربية الدينية في تعليم وتوجيه الطلاب بما يحقق الأهداف العامة للتربية الإسلامية من تكوين التصور الصحيح المتكامل عن الإسلام، وإحياء الوازع الديني في نفوس الطلاب، وحثهم على التمسك بأهداب الدين، وبيان الحكمة من التشريعات الإسلامية، وتكوين القدرة للدفاع عن مبادئ الإسلام وقيمه، ومن ثم إحياء الرغبة في نفوسهم للدعوة إلى الله U.

ولا بد أن يعرف معلم مواد التربية الإسلامية أن الله U خصَّه بالمكانة العالية، والمنزلة المرموقة فقال U: { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة:11]، وقال أيضاً: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [الزمر:9]، وقال في موضع آخر: { إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَاِدهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر:28]. وقال عليه الصلاة والسلام في بيان فضل المعلم العالم: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم …)).

ولا بد أن يعرف المعلم مكانته، وأن يعمل على ضوء هذه المنزلة، وأن لا يأبه بما يحاك ضد معلمي التربية الإسلامية، وما يُراد بهم، وبمواد الدين في كثير من الأوساط التعليمية؛ بل عليه أن يحيي في نفسه العزيمة والعزة، ويحيي في طلابه الرغبة الصادقة في طلب العلم الشرعي، ويذكرهم بقوله عليه الصلاة والسلام: ((من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهَّل الله به طريقاً من طرق الجنة، فإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم)). ولا بد أن يقدر مسؤوليته العظيمة، فإن مهنة التدريس مهنة عظيمة لا تقارن بغيرها من المهن والأعمال، فالمعلم يخدم البشرية جمعاء، فما من طبيب، أو مهندس، أو صيدلي، أو معلم، ونحوهم إلا ومرَّ من تحت أيدي معلمين، فبصماتهم على المجتمع كله. فمهنة التدريس هي أم المهن كلها. لا بد أن يكون هذا الشعور في نفس المعلم، وبخاصة معلم التربية الإسلامية، فيدرك المقصود من التربية الإسلامية، وهدفها الأعظم الذي يرمي إلى تحقيق العبودية لله U في نفوس التلاميذ، فيعمل جاهداً لتحقيق هذا الهدف السامي العظيم.

ثم إنه لا بد للمعلم المسلم أن يتحلى بصفات تؤهله للقيام بمهامه التربوية في التربية والتعليم ومن أهم هذه الصفات التي نصّ عليها المختصون :

1-أن يكون المربي سليم الاعتقاد، مؤمناً بالله ورسوله، وكل ما جاء به الدين الحنيف من اعتقادات وتصورات بعيداً عن الزيغ والانحراف.

2-أن يكون مخلصاً لله U في تعليمه للنشء، لا يرائي ولا ينافق.

3-أن يكون على كفاءة علمية عالية، بصيراً بالعلوم الإسلامية، واسع الاطلاع على الثقافات.

4-أن يكون قدوة صالحة في نفسه، مستقيم الخلق، حسن المعشر، حتى يمكنه أن يؤثر في التلاميذ تأثيراً طيباً.

5-أن يكون سليم الجسم، خالياً من العاهات التي تعوق قيامه بالعملية التربوية، قادراً على تحمل مشاق التربية والتعليم.

6-أن يكون متزناً في انفعالاته، محباً للطلاب، ملتزماً بآداب المهنة، معتزاً بانتمائه إليها، لديه القدرة على القيادة، والتوجيه.

7-أن يكون لديه مقدرة عقلية عالية تساعده على معاونة التلاميذ ومساعدتهم على النمو العقلي السليم، وذلك من خلال استيعابه لمادة تخصصه، مع اطلاعه المستمر وثقافته العامة.

8-أن يكون مطلعاً على الخصائص النفسية للمتعلمين حسب المراحل التي يعلم فيها، مع علمه بأهمية التربية والتعليم في النهوض بالمجتمعات.

9-أن يتحلى بالصبر على معاناة التعليم والتربية، وتوصيل المعلومات.

10-أن يتحلى بالصدق والأمانة ليكون قدوة صالحة في ذلك.

11-أن يكون ملماً بأفضل طرق التدريس وأحسنها ليؤدي مهمته على خير وجه.

12-أن يكون عالما بواقع الأمة الذي تعيشه، ملماً بالاتجاهات والأفكار السائدة في مجتمعه، والتي تؤثر على التلاميذ.

13-أن يكون عادلاً بين طلابه لا يميل إلى بعضهم دون البعض، بل يعطي كلاً ما يستحقه من الاهتمام والرعاية الأبوية.

14-لا بد أن يكون مظهره لائقاً لئلا يكون مجالاً لسخرية الطلاب، مع البعد عن شدة التأنق، بل يعتدل في ذلك.

15-لا بد أن يكون سريع البديهة، ذكياً، قادراً على مواجهة المواقف المختلفة التي تعرض له أثناء العملية التربوية.