الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأخلاقية @ 12ـ التأثير السَّلبي لوسائل الإعلام المرئية على الشَّباب


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1872
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

أثبت الواقع الميداني أنّ الشَّباب هم أكثر فئات المجتمع ملازمة لهذه الوسائل؛ بحيث تزيد متابعة ما تبثّه هذه الوسائل كلما قلّ المُشاهد، كما أنَّ التأثير السَّلبي بما تعرضه هذه الوسائل من السُّلوكيات الأخلاقية المنحرفة أمر حاصل لاشك فيه، ومن المعلوم من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العقول من التضليل الفكري الذي تمارسه وسائل الإعلام، لاسيما للفئات الاجتماعية محدودة المستويات العقلية، مثل الشّباب المحدودي الخبرة، ولهذا كان السخط الاجتماعي عاماً في أمريكا عام 1956م حين ظهر أحد المغنين في صور وسلوكيات تفسد الشباب مما دفع أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إلى مناشدة أربعمائة شخصية سينمائية للتخفيف من جرعات الجنس والجريمة والعنف فيما يعرضونه من إنتاج إعلامي.

ولعل أخطر ما اتفقت على بثّه غالبية محطات التلفزيون: الإثارة الجنسية، من خلال المسلسلات، والأفلام، والأغاني، وكثير من البرامج الأخرى، حتى إن العشق والحب بين الفتيان والفتيات هو المحور الرئيس لقضايا هذه المسلسلات والأفلام، ومن خلال تراكم هذه المَشَاهد، وتكرارها على الفتيات المُشاهدات: فقد ينساق بعضهن تحت الضغط العاطفي: "لتحطيم القيود الاجتماعية التقليدية ليمارسن الغرام بنفس الكيفية التي تظهر في البرامج"، فقد عبَّرت إحداهن عن هذا الشعور المتحفز فقالت: "إنني وكل فتاة ترى العالم من حولها، عن طريق الإعلام  من صحافة وإذاعة وتلفزيون وفيديو، ونرى من خلالها الحريات والحقوق التي حصلت عليها كل فتيات العالم، في حين أنني ما زلت وراء الجُدر أنظر ولا أفعل" وكأنّ هذه الإيحاءات المتكررة لفترات طويلة: لا تزول بل تظل موجودة في صميم الشخصية، فتخزن في زوايا النفس وتتراكم في جنباتها؛ لتعبر من وقت لآخر عن وجودها في سلوك الفتيات وتصريحاتهن، وتشكل عليهنَّ ضغطاً نفسياً مُرهقاً: يدفعهن لمخالفة المألوف، والخروج عن العادات المرعية، والقيود الاجتماعية، رغبة منهن في تقليد الرموز الإعلامية التي ربطت في تفوقها بين "البطولة والإجرام، وبين تناول العقاقير المخدرة والشخصية القوية المسيطرة، وبين الاستمتاع الجنسي والخروج عن القواعد والآداب الاجتماعية، فتجد هذه السمات المنحرفة قبولاً لدى الجيل الجديد، الذي يبحث عن مُثل اجتماعية يُحتذى بها"، ومن المُلاحظ واقعياً  إقبال الشَّباب بصورة كبيرة على المحطات التلفزيونية المنحرفة، ومواقع الإنترنت المشبوهة، حتى أصبحت كلمة "جنس" ومُرادفاتها أكثر البحثية استخداماً على شبكات الإنترنت؛ لهذا فقد ثبت ميدانياً: أن العلاقة في غاية القوة بين انحرافات الشَّباب الخُلقية المختلفة وبين ما تبثه وسائل الإعلام.