الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأخلاقية @ 4ـ ضرورة الأخلاق لاحترام الذات


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 2022
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

يهدف الفعل الأخلاقي بعد مرضاة الله تعالى إلى احترام الفرد لذاته الإنسانية، فيميل نحو السمو بميوله المختلفة: رغبة في الارتفاع والاستعلاء بها عن الدنايا؛ مدركاً : "أن هناك غايات أخرى أسمى بكثير من إشباع مطالب الجسد وشهواته؛ بل وأسمى حتى من مطالب النفس العادية ورغباتها"، فإن النفس الأبية" إذا استشعرت كرامتها وعلوها، ونظرت إلى ما في الرذائل من الخسة: أبى لها ذلك الشعور… أن تنحط إلى تعاطي تلك الخسائس"، وأن تقبل بالحقير من الأخلاق ومن هنا فقد ارتبطت إنسانية الإنسان بالأخلاق، فهو ما خُلق إلا ليمارس جمعاً منها، فليس له من إنسانيته إلا بقدر ما يلتزم من الأخلاق المكلف بها، والتي تُكوِّن في مجموعها صورة كاملة عن شخصيته.

إن هذا التصور النفسي لاحترام الذات، والترفع بها عن السفاسف والدَّنايا "من أجل السمو الروحي والأخلاقي والاجتماعي والفكري: هو جوهر التربية الإسلامية"، بل هو في الحقيقة حجر الزاوية في منهج الإسلام التربوي، ومن أعظم الدوافع الذاتية للترفع عن المشين من الأخلاق، والتَّعلق بالصالح من القيم والآداب.