الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية التعبدية @ 4ـ أهمية الصلاة وآثارها التربوية


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 11025
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام التي يقوم عليها بناؤه، وهي عموده، وأساس من أعظم وأهم أسسه، وهي ألصق شعيرة دينية تُلازم الإنسان المسلم طول حياته ما دام مكلفاً حاضر العقل.

وقد أوصى الله U عباده المؤمنين بأن يحافظوا عليها فقال I : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، وقد كانت الصلاة آخر ما أوصى به رسول الله r أصحابه عند وفاته، فقد قال أنس بن مالك t : "كان آخر وصية رسول الله r حين حضره الموت: الصلاة الصلاة (مرتين) وما ملكت أيمانكم، وما زال يغرغر بها صدره وما يفيض لها لسانه"، وهذا يدل على مدى أهميتها ومكانتها في الإسلام، إذ جعلها رسول الله r وصيته عند الفراق والانتقال إلى الرفيق الأعلى.

وقد جاء التحذير الشديد من التهاون في أدائها، فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون:4-5]، وقال عليه الصلاة والسلام محذراً المفرطين: (( من ترك الصلاة متعمداً فقد حبط عمله ))، وحبوط العمل لا يكون في العادة إلا لاقتراف أمر عظيم شنيع.

وللصلاة فوائدها العظيمة في مجال الأخلاق وتهذيب النفس، ولعل أعظم فائدة يُحسُّها المؤمن في نفسه أنه مطيع لربه في أدائها، وأنه لا يحول بينه وبين الله حائل؛ بل إنه بمجرد التكبير يكون في مناجاة مباشرة مع ملك الملوك، ومالك الملك مما يوقع في نفسه الرهبة، والخشية ، وتمام المراقبة لله U .

أما عن ثمار الصلاة في حياة المسلم، وما تورثه من آداب وأخلاق وتهذيب للنفس، فيقول الله سبحانه وتعالى عن ذلك: { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } [العنكبوت:45]، يقول الإمام القرطبي ~ٍٍِِ معلقاً على هذه الآية الكريمة: "والصلاة تشغل كل بدن المصلي، فإذا دخل في محرابه، وخشع وأخبت لربه، وادَّكر أنه واقف بين يديه، وأنه مطلع عليه ويراه، صلحت لذلك نفسه وتذللت، وخامرها ارتقاب الله تعالى، وظهرت على جوارحه هيبتها" أي أنها تثمر في صاحبها استقامة على الصراط المستقيم بسبب ما تحدثه من إشعار بمراقبة الله، واستحضار لاطلاعه وعلمه بأحوال العباد.

كما أن الصلاة الخاشعة تكفر الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، فتزيل من قلبه خبثها، وشؤمها، وتعقبه رقة وفضلاً، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((الصلوات الخمس والجمعة كفارات لما بينهن، مالم تغش الكبائر)).

كما أنها تعود المسلم على الانضباط أثناء أدائها والسكينة، كما تدربه على الالتزام بالوقت واحترامه، إلى جانب تعويده على دوام الطهارة البدنية والنفسية فدورها مهم في مجال تهذيب الأخلاق وتطهيرها من دنس المعاصي والمنكرات، إلى جانب أهميتها لطهارة البدن وصحته.