الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 44ـ الوعي بسعة علم الله وسلطانه في عقيدة القضاء والقدر
عقيدة القضاء والقدر: ميدان واسع لبيان قدرة الله تعالى، وسيطرته المطلقة على الخلائق، فكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد، إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن"، فعلمه سبحانه شمل "ما كان وما يكون، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون" يقول I عن تقديره كلَّ شيء حتى الغائبات عن حسِّ الإنسان: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [النمل:75]، ويقول عن المصائب المختلفة التي تقع في الأرض: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22]، وقال عن خلْقِه أفعال العباد خيرها وشرها: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96]، وقال I عن الهداية والضلال: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ….} [يونس:99]، وقال أيضاً: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا …..} [السجدة:13].
ويظهر مما تقدم من الآيات أن الله تعالى بقدرته المطلقة يسيطر على مقدرات الكون كلها، فلا يجري في ملكه إلا ما أراد، كماً وكيفاً، خيراً وشراً، ومالم يشأ حدوثه من المخلوقات والأفعال والإرادات، فإنه لا يمكن أن يحدث إلا أن يشاء الله ومالم يشأ حدوثه من المخلوقات والأعمال، وغيرها: فإنه I يعلم - لو شاء حدوثها- كيف تكون، وعلى أي شكل تحدث، فهذه المفاهيم الاعتقادية لا يمكن للإنسان -المحدود القاصر- أن يدركها، أو يعرف شيئاً عن كنهها فهي مما استأثر الله تعالى وحده بعلمها، وواجب على المكلف الإيمان والتسليم بها.