الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأسرية للفتاة @ 13ـ صلة الفتاة للأقارب


معلومات
تاريخ الإضافة: 20/8/1427
عدد القراء: 2679
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

الفتاة المسلمة مأمورة بالإحسان إلى الأقارب والأرحام، يقول الله تعالى: {… اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، ويقول في موضع آخر من كتابه العزيز: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى …. } [النحل:90]، والآيات في وجوب صلة الأرحام، والتحذير من القطيعة كثيرة، وأما الأحاديث فيقول الرسول r :(الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله), ويقول أيضاً:(لا يدخل الجنة قاطع), يعني قاطع رحم.

والرحم في التصور الإسلامي تشمل جميع الأقارب حسب درجة القرابة، فالأسرة في مفهوم الإسلام لا تقتصر على الوالدين؛ بل تشمل الأجداد والجدات، والأعمام والعمات، ونحوهم من الأقارب، فكل هؤلاء لابد أن يكون للفتاة بهم نوع صلة تحقق بها - على الأقل - الواجب الشرعي الذي لا تُعذر بتركه، ما داموا من الرحم المحرمة على التأبيد.

وفي تعامل الفتاة مع الأقرباء تنمية وإثراء لصلاتها الاجتماعية، وممارسة عملية للمشاركة الأسرية؛ حيث تشاهد عن كثب مختلف الأدوار الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، التي يتعاملون بها، وتعاين الأسس والمعايير الاجتماعية المشتركة، وتفاعلاتها بين الأقارب في علاقاتهم المختلفة، وهذا لا يُتاح عادة للفتاة التي لا صلة لها بالأقارب؛ حيث تقتصر صلاتها على الوالدين والإخوة والأخوات: فتضعف بذلك خبرتها الاجتماعية، وتقل أنواع صلاتها الحميمة والضرورية لبنائها النفسي، مما قد يؤثر عليها من الناحية النفسية؛ فإن قدرتها على تكوين صلات اجتماعية ناجحة، يُعدُّ دليلاً على حسن خلقها، وتوافقها النفسي والاجتماعي، خاصة في حسن تعاملها مع كبار السن، ونجاحها في كسب مودتهم.

ومن المعلوم أن المراهقين المقاربين للبلوغ: تزيد قدرتهم على التكيف الاجتماعي، ويميلون نحو مشاركة الأقارب في نشاطاتهم المختلفة، مما يستوجب بالضرورة استغلال هذا التوجه الفطري بصورة إيجابية ليشمل مرحلة الشباب أيضاً، خاصة وأنهم في هذه المرحلة يكونون أكثر عرضة للاستخفاف بالصلات والعلاقات الاجتماعية.

ولما غلب على الحياة الاجتماعية المعاصرة نظام الأسرة النَّووية الصغيرة، التي تقتصر على الوالدين وذُّرِّيتهما، فإن أفضل وسيلة يمكن الاستفادة منها في صلة الأقارب: استخدام الهاتف الحديث بأنواعه وخدماته المختلفة، خاصة إذا تعذَّرت على الفتاة الصلة عن قرب، فإنه يمكن أن يحقق للفتاة نوعاً من التواصل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام، فقد قال رسول الله r :(بلُّو أرحامكم ولو بالسَّلام), ولعل في استخدام هذه الوسيلة الحديثة ما يحقق العمل بهذا الحديث، والقيام بجانب من الواجب تجاه الأقارب والأرحام.