الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأسرية للفتاة @ 4ـ مسؤولية الأسرة في تنميط سلوك الفتاة الأنثوي
تقوم الأسرة بدور مهم ورئيس في تحديد وتمييز سلوك الإناث عن سلوك الذكور، وتهيئة البيئة والظروف المناسبة لنمو كل من الجنسين وفق نمطه الطبيعي الفطري، وإعداده لدوره المرتقب، فكل فرد من نوعي الإنسان مستعد فطرياً "لاكتساب صفات معينة مرتبطة بنوع جنسه، فكل منهما يمتلك استعداداً بيولوجياً معيناً، والتربية على الذكورة أو الأنوثة ليست سوى تنميط اجتماعي لذلك الاستعداد، وغياب أي من الوالدين: سبب في عدم إتاحة فرص التنميط الاجتماعي المناسب لذلك الاستعداد البيولوجي الفطري؛ وذلك لأن الاستعداد والتهيؤ البيولوجي ليس كافياً بذاته لأن يكون محدداً للسلوك، كما أن العوامل الاجتماعية بمفردها لا تفسر التباين القائم بين الجنسين، فالطبيعة الأنثوية موجودة بالفطرة في طبع الفتاة إلا أنها تحتاج إلى جو أسري طبيعي لنموها وازدهارها، فإنها لو دُرِّبت على سلوك الذكور نشأت عليه، وتخلَّقت بطباعهم من سيطرة وجرءاة ونحوهما، وأصبح من الصعب عليها في المستقبل أن تمارس دوراً طبيعياً لأنثى كاملة.
وكلٌ من الوالدين في الأسرة الطبيعية السوية له دوره التربوي في عملية التنميط الجنسي للنشء، فالأم تمثل لابنتها نموذجاً لدور الأنثى، والأب مع كونه يمثل هو الآخر نموذج الرجل لولده الذكر، فإن دوره يتعدى ذلك، وربما فاق دور الأم في عملية التنميط الجنسي للفتاة، فبقدر قيامه الإيجابي بالدور الذكوري، وتأييده لدور ابنته الأنثوي: تتمثل الفتاة دورها الأنثوي وتتأكد هويتها الجنسية، فتبدل هذه الأدوار بين الوالدين أو تداخلها: يؤدي عند النشء إلى حالة مرضية، فلا يتمتعون بنفس القيمة التربوية التي يتمتع بها أقرانهم في الأسر السوية، التي يمارس فيها كل من الوالدين دوره الطبيعي.
ومما تقدم يتضح دور الأسرة العضوية المتكاملة في بناء نفسية الفتاة، وتهيئتها لدورها الاجتماعي، وضرورة قيام أفراد الأسرة - خاصة الوالدين - بأدوارهم الطبيعية المناطة بهم؛ لتحقيق نمو الفتيات النفسي والخلقي نمواً سوياً موافقاً لطبيعة جنسهن الأنثوية.