الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الأخلاقية للفتاة @ 2ـ حاجة الفتاة إلى الأخلاق الحسنة
ولئن كانت الأخلاق في المفهوم الإسلامي تتجاوز الناحية الشكلية إلى أعماق النفس الإنسانية ؛ لأنها أخلاق تطهير وليست أخلاق تجميل، فإن أعظم ما يتزين به المسلم بعد استقرار الإيمان بالله تعالى في قلبه: التحلي بالأخلاق الفاضلة، والتعلق بآدابها وإلزاماتها السلوكية فهي "تطعيم وتجميل لكل ما يتعلق بالعقائد والعبادات والمعاملات"، بحيث يشمل الخلق كل جوانب السلوك الإنساني، وهو أعظم ما أعطي العبد من النعم، يقول الرسول r لما سُئل: "ما خير ما أعطي العبد؟ قال: خلق حسن"؛ وذلك لأنه يُزين الإنسان، ويضفي عليه قدراً من الجمال، خاصة الفتاة: فإن الأخلاق تسبغ عليها جمالاً وبهاء، وفوق كل ذلك فإن الأخلاق الحسنة من أهم الصفات التي تُميِّز الإنسان عن البهائم.
إن الخلق الحسن ضروري للفتيات المسلمات، فهو مع كونه فطرة فيهن، يملن إليه بطبعهن أكثر من الذكور، فإن التوجيهات النبوية الكثيرة جاءت لتؤكد أهمية الخلق الحسن لهن، وأنه شعار الصالحات منهن، وأفضل ما تزيَّنَّ به، فقال عليه الصلاة والسلام:( الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) فجعلها من خلال خلقها الحسن: أسمى ملذات الحياة الدنيا، وأعلاها على الإطلاق، ورشَّحها للراغبين في النكاح، لتستحوذ بأخلاقها الفاضلة على مراتب الجميلات، وذوات الأحساب والمال، فقال عليه الصلاة والسلام:(…. فخذ ذات الدين والخلق تربت يمينك).
ولعل مما يشير إلى أهمية الخلق للفتيات، وعلاقته بصورة خاصة بمسائل الزواج: أنه في عام 1907م "صدر في نيويورك قانون يفرض على النساء تقديم شهادة خطية تحمل القَسَم بالنسبة إلى السن وحسن السلوك والأخلاق قبل الزواج".