الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 36ـ التزام المؤمن باتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 1808
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن الإيمان بالرسل وطاعتهم تستلزم اتباعهم، والاقتداء بهم، فهذه هي السنة التي أجرى الله تعالى عليها الرسل ومن تبعهم من المؤمنين، يقول عليه الصلاة والسلام: (( ما من نبي بعثه الله U في أمة قبلي إلا كان من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره…))، حيث تحتاج الطبيعة الإنسانية النموذج المقياس في صورة بشرية متكاملة، تتخذها مثالاً لها تحتذيه، وتنهج على منواله.

ولما كانت بعثة محمد r خاتمة الشرائع، وطريقة تطبيقه للكتاب هي معيار الحق المطلق لكل أحد بعده، بحيث يُعتبر ضالاً من اتَّبع غيره وإن كان نبياً آخر غيره عليه الصلاة والسلام، فإن الأفعال غير الجبلِّية الصادرة عنه، أو التي لم يثبت اختصاصه بها، تُعد مقصودة للشارع الحكيم؛ إذ لا تصدر عنه إلا عن قصد وإرادة، فهو u كما أخبرنا الله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:3-5]، فالأحكام الخمسة تجري على هذه الأفعال، وتُعد المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي المُلزم للعباد؛ إذ كان u يتعلم السنة من جبريل كما يتعلم القرآن فهي وحي مستقل، إلى جانب أنها ضرورية لفهم القرآن وتطبيقه، وفيها أحكام كثيرة ليست موجودة في القرآن الكريم.

والتوجيه الرباني جاء عاماً في الاقتداء بالرسول r، والأخذ عنه مطلقاً، حيث قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا …} [الحشر:7]، وقال I موجهاً المؤمنين للاقتداء به: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]، فلا يسع أحداً من المكلفين الخروج عن طريقته أبداً كائناً من كان.

ولما بلغه عليه الصلاة والسلام استقلال بعض أصحابه لطريقته في العبادة، وترفُّعهم عن بعض أعماله التي كان يأتيها: قال لهم في غضب: (( إنَّ أتقاكم وأعلمكم بالله أنا))، فنهج محمد r هو المقياس الحق لكل فعل يُراد به وجه الله تعالى، والدار الآخرة، إلا أن المرأة تراعي في اقتدائها به u طبيعة اختلاف الذكور عن الإناث في بعض الأحكام الشرعية، التي نص عليها الكتاب والسنة، وذكرها العلماء.