الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الإيمانية @ 34ـ مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين الرسل والأنبياء


معلومات
تاريخ الإضافة: 24/8/1427
عدد القراء: 8528
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إذا عُلم أن للأنبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام أعلى منازل الفضل عند ربهم، كان ذلك مدعاة لمزيد من الإيمان بهذا الركن العظيم، فهم عليهم السلام أفضل الخلق أجمعين، وكل واحد منهم أفضل من كل فرد، أو وليِّ من غيرهم؛ بل هم على الصحيح  أفضل حتى من الملائكة الكرام عليهم السلام.

وكما أنهم في العموم مفضلون على غيرهم من الخلائق، فإن بينهم تفاوتاً في المنازل: فالرسل أعظم من الأنبياء منزلة، وأولوا العزم أفضل مكانة بين الرسل، ومحمد r أفضل الجميع؛ للكمال البشري المطلق في شخصه، والكمال المطلق أيضاً في رسالته الخاتمة العامة.

ولما كان الأمر كذلك: كانت معرفة مكانة النبي والرسول الخاتم من أعظم وسائل تنمية الإيمان بالمرسلين عموماً؛ إذ هو رمزهم، والممثل عنهم من جهة، ومن جهة أخرى أفضلهم عند الله مكانة وأرفعهم قدراً؛ إذ يمثل بشخصه أكمل صورة يمكن أن يصل إليها بشر، ويمثل برسالته أعظم، وأكمل شرائع السماء.

وقد أخبر الباري I أن بعثته من أعظم المنن على عباده المؤمنين، وخصَّه بحادثة الإسراء إلى بيت المقدس، وحادثة المعراج إلى السماء يقظة بروحه وجسده، وجعل رسالته للعالمين، وجعلها ملزمة للإنس والجن، وأغلق I كل طريق إليه دون طريق محمد r وأوجب على المؤمنين الصلاة والسلام عليه، دون سائر المرسلين، واعتبر تارك الصلاة عليه مذموماً، فهذه الفضائل وغيرها كثير: تزيد اليقين بالمرسلين،وبخاتمهم عليه الصلاة والسلام، وتبعث في النفس مزيداً من المحبة والإجلال والإعظام للمرسلين عموماً ولسيدهم محمد r خصوصاً.